في الحياة الدنيا, ومن خلال تعامل البشر مع بعضهم البعض ليس الحق هو من يتكلم فيسمع له, او يأمر فيطاع, سواء في هذا الزمن او على مدار الأزمنة, بل القوة هي الصوت المسموع. لقد اصبح الصوت الاقوى للقوة هو المنطق الظالم, فالسمع والطاعة اذن للقوة, وليست قوة المال ولا قوة السلاح, بدليل انهم كثر الذين يملكونها ومع ذلك ما استطاعوا حيلة يدفعون بها الضر عن انفسهم بل لقد جاء من ضربهم واخذها منهم عنوة من غيرما ادنى وجه حق سوى انهم ضعاف لا يهتدون حلية ولا يستطيعون سبيلا.
اذا الخلل ليس في قوة بريق المعادن الثمينة, ولا قوة الاسلحة العتيدة فما عاد بريقها يخطف الأبصار, بل اصبحت مجلبة للدمار.
ان تملك مالا او سلاحا ولا تستطيع ترشيده وتوظيفه لصالح آخرتك التي اليها معادك, ودنياك التي فيها معاشك فتلك والله البلوى المضحكة, خاصة اننا ابناء مجتمعات مسلمة وصلتهم الدعوة لعبادة الاله الواحد الأحد وبوصولها الينا اصبحت مسؤوليتنا مضاعفة تجاه اصلاح اوطاننا بكل ما فيها, على ضوء الهدى الذي وصلنا.. القوة تتكلم, وصوتها مسموع مطاع, سواء اعجبنا ذلك ام لم يعجبنا, ولا شك في ذلك ولكن أي قوة. ان القوى متعددة, وفي نظري ان من اهمها قوة العقل, والعقل لا شك ايضا انه مثل غيره من الاسلحة سلاح ذو حدين, فقد ينفع صاحبه وقد يضره ويفسد عليه دنياه, واخراه, لا لسبب الا لانه لم يعمل به على ضوء بصيرة مبصرة, وتلك والله هي الكارثة.