قد نجد الطفل في سنواته الاولى هادئ الطباع مسالما ويكون محط انظار الجميع واهتمامهم.. لكن وبعد ان يأتي بعده مولود جديد نجد لديه احساسا بالخطر يهدد مكانته لدى اسرته فيبدأ عنده الاحساس بالغيرة تجاه المولود الجديد ويحاول ايذاءه.. خاصة اذا كانت الاسرة قد ابعدته عن دائرة اهتمامها ولم تشعره بالمحبة التي كانت له محولة كل شيء الى المولود الجديد وبسرعة كبيرة ومفاجئة.. وهنا تكون ردة الفعل للطفل.. حيث يتولد لديه مزيج من المشاعر المتضاربة والمؤذية.. فيتحول بعد حين الى طفل مشاغب ومشاكس يقوم بافعال غير مهذبة وافتعال المشكلات من اجل جذب انتباه من حوله ولكن بدلا من ان يستعيد انتباههم واهتمامهم نجده يتعرض الى الضرب من اجل الحد من مشاغبته فيتطور الامر لديه ويكون عدوانيا يحاول الانتقام من سرق منه حقا كان يملكه فيبدأ المولود الصغير يأخذ تصيبه من هذا الطفل المجروح فتبدأ سلسلة المتاعب بينهما.. ولكن بدلا من ان يدرك الاهل كيفية التعامل معه يسارعون الى تعنيفه وضربه اكثر فاكثر ويشعرونه انه مصدر المتاعب هذا الى جانب عبارات الذم والتوبيخ ووصفه بأنه شرير وغيرها من الكلمات التي تترك أثرا عميقا في نفسه.. وطبعا الطفل هنا لا يبالي بمايلاقيه من الضرب والتوبيخ بقدر اهتمامه بافتعال المزيد من الافعال المشاكسة التي تنفس عن غضبه وشعوره بالاحباط.. فيصبح مع مرور الوقت عدوانيا يصب غضبه على المولود الجديد وغيره.. وكل هذا اتى عندما غاب عن ذهن الاسرة ان هذه المرحلة التي يمر بها الطفل تعتبر خطيرة وحرجه ففي هذه السن تتكون شخصية الطفل وهنا تكمن المشكلة.
@@ هشام بن عبداللطيف النعيم