المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم اول امس في حي الشجاعية في مدينة غزة التي وصل عدد ضحاياها الى اربعة عشر قتيلا وجرح عشرات آخرين تدفع بالصراع الى نقاط بعيدة لا مفر من التحسب لها فشارون بفعلته اعلن الهدف الرئيسي لدمويته وهو ما كشف عنه وزير دفاعه شاؤول موفاز بان جيشه لن يغادر قطاع غزة من دون اتفاق رسمي مع الفلسطينيين بموجب خطة الفصل التي اعلنها شارون والهدف الأول من بقائه هو اعادة اقتحام المدن الفلسطينية والثاني الاحتفاظ بالارض الفلسطينية للمقايضة عليها خلال المفاوضات.
مثل هذا التفكير لا يوصل الا الى هدف واحد هو اذلال السلطة الفلسطينية وتدمير اي منجز قد حققته السلطة عبر اذلال الشعب الفلسطيني للوصول به الى مرحلة اليأس من سياسييه وقياداته وكوادره وهو رهان لن يوصل شارون الى مبتغاه لادراك القيادة الفلسطينية للاهداف الشارونية خصوصا ان الشعب الفلسطيني جرب الصراع والحروب مع الجيش الاسرائيلي ولم تعد تكتيكاته تفيد على ارض الواقع... فالمقاومة حق مشروع ضد أي محتل على وجه البسيطة وقواه السياسية والعسكرية تمتلك القدرة على احباط مشاريع عسكر اسرائيل وشارون يعرف هذه الحقيقة بامتياز لكن انانية الحكم وشهوة السلطة تدفعانه الى التخبط والغرور السياسي المبني على القوة.
مجازر شارون السابقة والقادمة لن تثني شعب فلسطين عن التمسك بخياراته التي بدأت تضيق مع غياب أي ضغط دولي على اسرائيل ولم يعد امامه سوى المقاومة والقوة المناسبة لردع المحتل وهي الورقة التي ستجبر شارون اما على القبول بارادة الفلسطينيين في الحصول على اراضيهم وحقوقهم واما على ان تستمر دورة العنف... ولعل شارون الاب الروحي للارهاب المنظم لا يستطيع ان يستمر في الحياة دون ان يضمخ.
