القمر، هذا المرح الجميل، يصاب بمرض واحد فقط لا غير هو الخسوف، العلم عرف أسباب هذا المرض المزمن، ولكن يبقى لي شرف أن أخالف العلم، وأدخل الى فضاء الشعر.
الخسوف لا يصيب القمر للأسباب الذي حددها العلم، بل هو يصاب به هربا إراديا من الشعراء.
الشعراء ذبحوا القمر من الوريد الى الوريد، لقد احتقروه بتحويله الى مجرد وسيلة لوصفهم المجنون.
هي كالقمر، خدها قمر، طلعتها قمر، هنا في هذه التعبيرات القمر مجرد جسر، يعبر عليه سيدنا الشاعر الى قنص قلب حبيبته، حين يأنف القمر من هذا السلوك البربري، يتخذ الخسوف تعبيرا عن الاحتجاج.
القمر جميل، لماذا لم يقف أمامه الشعراء مثلما وقفت فيروز؟