كشفت الأحداث الأخيرة عن حجم الاستثمارات السعودية خارج الوطن والتي بلغت قرابة 600 بليون دولار في الولايات المتحدة، 300 بليون دولار في اوروبا، اي ان مجمل الاستثمار السعودي يقارب التريليون دولار وهو رقم ضخم بجميع المقاييس العالمية والمحلية والسياسية والاقتصادية، وله دلالات ومؤشرات يجب ان نتوقف عندها ومن هذه المؤشرات ما يلي:
1/كيف نلوم العمالة الوافدة على تحويل مدخراتها الى بلادها الأصلية بينما تقوم الرأسمالية (الوطنية) بتحويل أغلب مدخراتها واستثماراتها الى خارج المملكة؟
2/هل توجد لدينا مكاتب تدير المحافظ الاستثمارية بدرجة عالية من الكفاءة خاصة الاستثمار الداخلي؟! أم أن الأمر في اغلب الأحيان مضاربات غير مدروسة في الأسهم والعقار تكون الضحية فيها الغالبية العظمى من المواطنين ذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة!
3/ما هو دور البنوك (الوطنية) في تفعيل الاستثمار الوطني أم أنها اكتفت بدور الوسيط للاستثمار خارج الحدود الوطنية؟
4/ماهو السبب الحقيقي لنزوح الأموال الوطنية الى الخارج؟ هل هو نفس السبب الذي تعاني منه الدول النامية من نزوح الأدمغة وهل يأتي يوم تنزح فيه الأدمغة الوطنية الى الخارج؟
البعض يجادل بأن الاستثمار الخارجي هو إحدى سمات العولمة والتشابك الاقتصادي العالمي وسرعة تحرك رؤوس الأموال بين الدول بهدف تحقيق أعلى ربحية، ممكنة ورأس المال السعودي ليس استثناء ولكن هل بالفعل تحقيق الربحية هو فقط السبب الحقيقي وراء هجرة الاموال الوطنية! أليس اهم خصائص الرأسمالية الوطنية هو تنمية الاستثمار والادخار الوطني عن طريق التصنيع والتسويق والبحث والابتكار والتطوير وإنشاء قاعدة انتاجية وطنية قوية في جميع القطاعات، أليست العلاقة تبادلية وطردية بين القطاع الخاص والاقتصاد الوطني بعامة، بعض الاقتصاديين يطرح نظرية مفادها ان اغلب هذه الاستثمارات (رأسمالية هاربة) لأنها سيولة استئثارية سهلة نتيجة لطبيعة الاقتصاد النفطي، فهذه الاموال من وجهة نظره لم تكن ولن تكون لها أبدا اهداف وطنية، فهل مقولته صادقة؟؟