(الخوار) صوت البقر، قال الله تعالى: "فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار" وكل كلام خرج عن حدود ما شرعه الله للبشر بطريقة الهدى فسيبقى مجرد صوت شبيه بصوت البقر ليس من نتيجة لسماعه والاقتداء به إلا الضلال، وهذه هي الحقيقة، رضي البشر ام لم يرضوا.. قال الله تعالى: "قلنا اهبطوا منها جميعا، فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..
والكذبة التي ينادى بها منذ مدة، للضلال او ربما للإضلال والتي سميت (حوار الحضارات) وهي سوف تؤدي لا محالة الى جدال عقيم لا طائل من وراء اتباعه والخوض في مستنقعاته الموحلة غير الذل وتوابعه التي لا أظنها تخفى على أحد. وفي حوار نشر بهذه الجريدة يقول د. كمال ابو المجد مفوض الجامعة العربية لحوار الحضارات: "ان هنالك قوى تحاول اقصاء العرب عن دورهم في صناعة الحضارة العالمية المعاصرة والعرب مطالبون بمقاومة تلك الرؤية بكل الطرق، لأن هذه الرؤية ستضع العربي في جانب والعالم من حوله في جانب آخر"، ويردف: إننا مطالبون بفتح قناة تخاطب الغرب توضح جوهر الاسلام وحضارته".. نعم، لأن نمد ظلال عقيدتنا الى كل مكان يوجد به انسان على سطح هذا الكوكب فنحن مطالبون من الله بنشر الرسالة لا بطيها وكتمانها، غير ان ما اعجب منه هو هذا الفكر الساذج الذي يراه البعض واجبا يجب القيام به تجاه حضارتنا وهو التعريف بها، ألا يعلم من يدعون بالمفكرين في عالمنا العربي بأن العالم الغربي أكثر منا دراية وإحاطة وانبهارا ومعرفة بمعطيات حضارتنا، وان الحضارة الإسلامية من أقوى الروافد في الماضي والحاضر للحضارة الغربية الحالية، وانهم يتعمدون تهميشها حسدا وحقدا، وليس جهلا بدورها الرائد في بناء حضارتهم الهشة التي بنيت على الجدال والكذب وسلب وانتهاك الحقوق ومصادرة الحريات، وان كذبوا على الرأي العام العالمي فترة ماضية من الزمن فما عاد أحد يصدقهم..
يقول الله سبحانه وتعالى: "ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون، هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله، وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور.." ولذلك فان على كل مسلم واجب.. ومن واجب اعلامنا العربي وإعلام الدول التي تتكلم العربية والإعلام الإسلامي في الداخل والخارج ان يشعر بالمسؤولية ويتحرر على الأقل في المرحلة الحالية ويسعى ليتحد وينبذ التفاهات عنه ويضع منهجية مدروسة موجهة ويساهم باستنباط فكرة مقاومة اعلامية جديدة ومبتكرة تجند من الداخل للداخل في بداية الأمر ثم تمد أغصانها الخضراء للخارج ليتفيأ العالم أجمعه ظلال الشريعة الإسلامية وينعم بخيراتها في الدنيا والآخرة والتي تهدف الى تحرير الانسان من العبوديةلغير الله وتعيد ترتيب نفسيته المبعثرة وتزيل الصدأ عن قناعاته الرافضة لكل ما هو إقليمي، بسبب تكريس وسائل الإعلام العربية والإسلامية جميع أجهزتها لخدمة ولنشر النموذج الأمثل على انه الإنسان الغربي ونبذ الشخصية الاسلامية وجعلها اضحوكة في سلوكها القولي والفعلي.
نستخلص من خلال (حوار الحضارات) ان كان ثمة حوار جاد من كل الأطراف انهم لا يجهلوننا بل بالعكس انهم أعلم بأدق تفاصيل حياتنا اليومية منا، ولا شك في ان المؤلفات المتدفقة خلال مطابعهم والتي تجسد حضاراتنا السابقة واللاحقة والحالية تمنحهم صورة وافية مفصلة عن مجتمعاتنا بكافة حقبها التأريخية، نحن المسلمين مكلفون بنشر رسالة الاسلام ليعيش العالم في سلام من قبل ان تتحول الحال الى مأساة لا حل لها.