وكأن هموم المسلمين لا تقف حتى لالتقاط الأنفاس.. والمسلمون يعانون في كل قطر ومن كل الأجناس.. ما هذا النبع الذي يتدفق ألما، وتمزقا، وضعفا؟!
"باستيلان وسولو" في منطقة على رأس جزيرة فلبينية، تكاد تتلامس مع جزيرة صباح الماليزية الأكثر غنى والأوفر معيشة.. الذي حدث ان عشرات الآلاف من مسلمي المنطقة الفلبينية وجدوا في جزيرة صباح ملاذا آمنا.. ولقمة كريمة لهم ولعائلاتهم هربا من الحرب المشتعلة قبل سنوات في جزرهم بين ميليشيات "المورو" والقوات الحكومية.. عندما رحلوا الى المنطقة الماليزية خططوا للبقاء فنهبت أملاكهم على الأرض الفلبينية أو احتلها آخرون، وهو أمر احلالي طبيعي في مكان ينهشه الفقر نهشا. بعد سنوات من هجرتهم "التي اتضح انها لم تكن قانونية بعد سنوات" قرر مهاتير محمد ان يرجعهم بعملية ترحيل ضخمة ومفاجئة الى أراضيهم.. حيث لم يعد لهم فيها شبر يطأون عليه.. انتقال الى جوع محتوم ومذلة أكيدة. اشتعلت أزمة بالطبع بين البلدين الفلبين وماليزيا، وهذا متوقع.. على ان هذا لا يهمني بين دولتين.. الذي يشغلني هم هؤلاء المسلمون الذين فجأة يتخلى عنهم بلد مسلم ويرميهم في عرض البحر. ولكل دولة تبريراتها، الفلبين لها تبريرات ظرفية، وماليزيا لها تبريرات قانونية.. على ان أحدا لا ينظر إليها من وجهة نفع إسلامي. هذه المسائل لن تحل بين الدول أبدا.. نتعلم من ظروف السياسة ان الذي يدفع الثمن دما وألما، هم الناس الذين لا حول لهم. ان لم يفعل جسم اداري هيكلي اسلامي دولي مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ليكون مرجعا ومقررا ومنجزا لكل شأن اسلامي في العالم.. فان النبع الذي تحدثنا عنه لن يعرف الجفاف أبدا.