مررنا بسنين عدة لا نعلم عما يسمى بالموضة إلا من خلال مجلات الموضة المختصة بالنساء ولكن هذه الأيام اختلط الحابل بالنابل وظهرت لنا الموضة في أشكال متنوعة وعديدة للنساء والرجال والبنين والبنات فما نكاد ننتهي من موضة الساعات إلا وتظهر لنا موضة الاشمغة ومنها البصمة الأولى والبصمة الثانية والبصمة الثالثة والرابعة والبقية في الطريق في الوقت الذي كنا فيه لا نعرف سوى شماغ احمر أو غترة بيضاء ولا ننسى كذلك موضة السيارات والتسابق الى أرقام اللوحات بحيث تكون متشابهة مع أرقام معينة والآن نعيش في زمن الهاتف الجوال حتى اصبحت معارض بيعه تفوق مراكز التموين الغذائية وظهر لنا من مسمياته العنيد والرهيب والكتكات والغطاس والمسكت والعصفور والكوبرا وأصبحنا وابناؤنا في تسابق لامتلاكها وكأنها شيء لابد من امتلاكه حتى نظهر بالشكل اللائق وتجاوزت الموضة كل ذلك وأصبح التسابق في النغمات المطلوبة من ألحان الاغاني الموسيقية وكلها بمبالغ باهظة ومكلفة الى غير ذلك مما لا يصطاع حصرا وعدا وذكرا من خطوط الموضة المتعبة.
ولا ندري في الأيام المقبلة ما الذي ستطل به الموضة علينا من صرعات وصيحات؟
ونتساءل ألا يوجد بديل عن هذه التفاهات والمظاهر الزائفة لننشغل به ونفيد به أولادنا جيل المستقبل من الهوايات المفيدة والاهتمامات البناءة المنمية للمدارك والعقول والمسئولة عن بناء الشخصية التي نعول عليها الخير بدلا من الركض المحموم وراء الموضة التي لا تنتهي ولا تزيد العقول سوى تسطح ولا الجيوب سوى افلاس ولا النظر الينا سوى استخفاف واستجهال واستغباء؟