DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بوضوح الشمس

بوضوح الشمس

بوضوح الشمس
أخبار متعلقة
 
كان المطار مزدحما، مكتظا بالمسافرين والمودعين.. في هذا المطار المزدحم بشرق آسيا كنت ايضا واحدا من المودعين، حيث ازف وقت رحيل اخينا هشام بعد ان اطمأن على وضع مريضنا الغالي هناك.. على انني باق معه.. وجدنا مقعدين بمشقة بإحدى كافتيريات المطار.. جلسنا وبجانبنا ام وطفلتها.. وتبين انهما امريكيتيان، كانت الفتاة من النوع الحشري فلم ترفع نظرها عنا.. ثم تقدمت الينا الصغيرة وقالت هل انتما سعوديان؟ واجبنا بنعم.. رفعت الينا عينيها اللتين هما بزرقة اعماق المحيط وقالت: انا احب السعوديين.. ولي صديقة اسمها فاطمة. كانت "ماري آن" الصغيرة نحيلة البدن بشكل يدعو للملاحظة.. وتعصب رأسها بمنديل مزدحم الالوان.. ورغم البشرة الضاربة لاوراق الورود الا ان شيئا بملامحها يؤكد ان هناك خللا ما. جاءت الام لتأخذ الطفلة وتعتذر واكدنا لها سرورنا بمحادثتها. فقد كانت "ماري آن" تمتلئ بالحياة رغم ان شيئا من الحياة تحس بأنه مسحوب منها.. شيء يؤكد لنا أن الفتاة تعاني مرضا... اخرجت "ماري آن" جملا بشعار "انا احب السعودية" وجاءت رغم ممانعة الام لترينا اياه، وتقول: هذه هديتي من صديقتي "فاطمة" عندما زارتني في المستشفى"!!" وبصوت مشترك سألناها: لماذا كنت في المستشفى ياماري آن؟! اجابت الام: انها تعاني سرطانا متقدما بالدم... ويبدو انها لن تعيش طويلا.. لذا خرجنا من السعودية حيث يعمل زوجي... مع ان "ماري آن" كانت تود البقاء.. حزنا من اجل "ماري آن" واعطتنا درسا في تآخي الشعوب.. على اننا عجبنا ان الام تتحدث بصراحة مبكية امام الطفلة "ماري آن" وكأن "ماري آن" قرأت افكارنا قالت وعيناها الجميلتان مركزتان على الجمل الدمية: انني اعرف ذلك!!