قد يستغرب البعض من العنوان وقد يظنه البعض الآخر خيالا لكنه مع الأسف الشديد واقعا ملموسا ومعاشا في هذا المستشفى العريق فعندما يبتلى أحد أقاربك لا سمح الله بمرض يستلزم المكوث والتنويم بالمستشفى فتضطر حرصا على حياة قريبك بالمداومة وعلى مدار الأربعة والعشرين ساعة يوميا.. فعندما يتألم المريض أو يتوجع أو حتى يصرخ فلا من مجيب.. فأين هن (الممرضات)؟ وعندها سوف تضطر أنت بالخروج والبحث عن الممرضة وهنا تفاجأ بأن هناك أكثر من ممرضة بالقسم فتطلب منهن العون وبلا مبالاة يطلبن منك الانتظار لحين فراغ الممرضة المختصة من إحدى غرف المرضى فتسأل وببراءة وأنتن. فتتطوع واحدة بأن هذه وتشير لإحداهن رئيسة القسم والأخرى رئيسة النوبة والثالثة تثرثر بالهاتف في أمر آخر وهكذا.. فتعاود السؤال ومتى تفرغ الممرضة المختصة فيقلن وبمثل براءتك: لديها من غرفتين إلى ثلاث غرف وفي كل غرفة سبعة مرضى فانتظر دورك.. وعندها يسقط في يدك فكيف برئيسة قسم ورئيسة نوبة على ممرضة واحدة وعندما تعاود الإلحاح بالسؤال عن هذا الوضع بالذات يتطوعن بالإجابة الشافية الوافية بأن هناك ممرضة مجازة وأخرى لم تعد من بلدها وسوف يحاولون البحث عن بديلة... إلخ. وعليك كمريض أو مرافق أن تتقيد بمواعيد الدواء وألا تنسى وعليك أن تقوم بما يلزم من إحضار ثلج لخفض الحرارة لمريضك وقياس الحرارة وعليك بعمل الغيار أيضا إذا لزم وغيره... أو الوقوف لاصطياد الممرضة في ذهابها وإيابها للمرضى الآخرين. وهذه معايشة لمدة ثلاثة أشهر كاملة كمرافقة لمريضة فهل هذا معقول؟ فمستشفى بهذه العراقة وبهذا الحجم يعجز عن إيجاد الكادر التمريضي المساند والمناسب له. وهنا تجد نفسك مفجوعا ومحبطا للمرضى الذين ليس لهم مرافق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وهذا لا يمنع أن توجد في بعض المناوبات الليلية أحيانا من تفزع معك ولا تعرف هل هذا من حالة الهلع التي تلبستك من حالة مريضك أو من باب الواجب أو خوفا من الشكوى للمسئولين. وعلى المرافق أن يلهج بالدعاء لله سبحانه وتعالى وحده بالفرج ثم عليه برباطة الجأش والصبر ثم الصبر مع هذه المعاناة الدائمة وإلا وجد نفسه طريح السرير بجانب مريضه. ونرجو من الله سبحانه وتعالى ثم من المسئولين الكرام الزيارات الليلية المفاجئة ليقفوا على هذا الواقع أسوة بباقي المستشفيات في المملكة يدعموا هذا المستشفى بما يلزم في ظل حكومتنا الرشيدة التي جعلت صحة المواطن فوق كل اعتبار. فكيف بمن ابتلي من الله بأن يعيش هذه المعاناة رهين السرير بمرض أيام أو شهور أفليس علينا واجب قبل أن يكون له حق الرعاية الكريمة في مثل هذا المستشفى أو غيره. وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, وبالله التوفيق.
مروة بنت عبد الله الماجد
الأحساء