عندما أتناول المجالس الأدبية في مدينة المبرز فانني في مقولتي هذه سأجد معارضة صاخبة، والسبب هو ان المجالس التي تقام في الوقت الحالي ربما قد تكون مجالس لا تعنى بالأدب البتة، وهي في الحقيقة مجالس مفتوحة في أوقات معينة لكل من يجد في نفسه الشجاعة لخوض غمار المجالس.
وبالرغم من محاولات أصحابها الاستمرارية مثل مجلس العفالق والموسى والمغلوث، إلا انها بالفعل تحتاج الى تطوير وفق برنامج معين ورؤية معينة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الخبرة في طرح القضايا المهمة، سواء كانت أدبية أم ثقافية، ناهيك عن العشوائية في الأطروحات والتي قد تتناولها هذه المجالس.
مدينة المبرز مقدمة على مشروع ثقافي كبير، لا لشيء إلا لوجود نخبة متميزة من ابنائها والذين أصبحوا اليوم رجالا يمكن الاعتماد عليهم في جميع المجالات.
ومن هنا يمكن ان تكون مشروعا ثقافيا جديدا من خلال توحيد هذه المجالس في مجلس ثقافي أدبي واحد فقط وبأسماء عديدة.
وبالرغم من ان فكرة انشاء هذه المجالس في بدايتها كانت عائلية بحتة، إلا انها توسعت مع الأيام وأصبح الجميع يرتادها بفضل ترحيب اصحابها دون استثناء، ولا يمكن بالتالي ان نهضم حقوق أصحابها أمثال عدنان العفالق وعبدالعزيز الموسى وعبدالله المغلوث، والذين حاولوا إعطاء المبرز حركة ثقافية وأدبية في يوم من الأيام.
ان المسألة بالفعل تحتاج الى جهد واسع بتكاتف الجميع من أجل المبرز وأبناء المبرز ثقافيا وأدبيا وحتى رياضيا من خلال برنامج معد، يستطيع من خلاله المثقف او الأديب ان يتكيف مع الوضع القائم، ولا يمكن بالتالي ان يحدث ذلك إلا بتكاتف الجميع، بعيدا عن الوجاهة الحاصلة في الوقت الحالي، وهي ولا شك في انها تحتاج الى جرأة وقوة شخصية ممن يريد ان يُكون مجلسا ثقافيا أدبيا يتناول فيه جميع القضايا الأدبية والإسلامية التي تهمنا جميعا.
