بعد سنة من هجمات 11 سبتمبر لا يزال الغموض يكتنف الإجابة عن هذا السؤال الخاص بمصير المشتبه بهما الرئيسيين في الاعتداءات زعيم القاعدة أسامة بن لادن والملا عمر.
ولا تزال السلطات الأمريكية التي عرضت 25 مليون دولار ثمنا لرأس ابن لادن و10 ملايين ثمنا لرأس الملا عمر وكذلك السلطات الأفغانية تلازمان الحذر بشأن مصير الرجلين.
فقد صرح الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في حديث صحفي مؤخرا قائلا اعتقد أن الملا عمر لا يزال حيا اما بالنسبة لاسامة فلا اعرف شيئا. وردد وزير الدفاع الأفغاني محمد قاسم فهيم القول نفسه.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الأفغاني عبد الله عبد الله انهما في باكستان. ويرى حاكم مدينة هرات إسماعيل خان انهما على قيد الحياة.
وتعود مسؤولية مطاردة الرجلين أساسا الى اللفتانت جنرال دان ماك نيل قائد قوات التحالف ضد الإرهاب في أفغانستان.
ولا يحبذ الجنرال الأمريكي الحديث بشكل مباشر عن اسامة بن لادن والملا عمر. وقال ليس هناك شخص او مجموعة أشخاص مستهدفة بشكل خاص باعتبارها هدفا وحيدا للتحالف .
غير انه أضاف هناك زعماء يمكنهم عبور الحدود، واعتقد ان هناك مناطق في أفغانستان يمكن أن تدعم بعض عناصر طالبان .
وباستثناء هذا التكتم فان القوات الأمريكية لا تقر بهزيمتها وتواصل، بعد عمليتين عسكريتين كبيرتين، وهما عملية اناكوندا في مارس و تنظيف الجبل في أغسطس، عملياتها الدقيقة في كافة المناطق القريبة من الحدود الباكستانية. واقيمت عشرات المعسكرات الصغيرة للقوات الخاصة وتم تنفيذ عشرات المهام الاستخباراتية.
وتعود اخر المعطيات المؤكدة الى بداية الهجوم العسكري للتحالف على أفغانستان في الخريف الماضي.
فقد فر أسامة بن لادن، الذي بات ملاحقا منذ اعتداءات أغسطس 1998 على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) ثم على بارجة يواس اس كول في اليمن، الى جبال تورا بورا جنوب شرق أفغانستان. وقام الطيران الأمريكي بقصف تورا بورا بعنف.
ومنذ الخريف الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي انه لم يعد يعرف شيئا يذكر. وقال في حوار في مجلس الشيوخ من البديهي ان الولايات المتحدة لا تعرف مكانه. ونحن لا نعرف ان كان حيا او ميتا . ووصف السيناتور الديمقراطي عن جورجيا ماكس كليلاند خلال هذا الحوار عملية الحرية الراسخة بأنها عملية الرعب الراسخ .
وعلق رامسفيلد نعرف ان لديه مشاكل كبيرة في الحركة. يمكن أن يكون قد قتل أو أصيب بجروح بالغة. يمكن ان يكون في أفغانستان او في مكان آخر .
واشار الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى انه ليس رجلا عاديا . واكد انه ليس من النوع الذي يتنقل وحيدا او مع مجموعة صغيرة. يفترض به ان يتنقل مع 100 أو 200 شخص لتأمين حمايته ولا يمكن لمجموعة بهذا الحجم ان تختبئ في باكستان دون ان يستبعد تماما هذا الاحتمال.
ومنذ معارك تورا بورا لم يظهر ابن لادن الا مرتين. من خلال شريط فيديو في ديسمبر ورسالة من اربع صفحات على موقع اسلامي على الانترنت اواخر اغسطس دعا فيها الى الجهاد ضد الولايات المتحدة. ولا يثبت اي من هاتين الرسالتين انه على قيد الحياة.
أما الملا عمر فقد اختفى بعد ان وقع استسلام قندهار (جنوب) مع الرئيس قرضاي. ويروى انه فر على متن دراجة نارية.. وشوهد منذ ذلك الوقت في جنوب افغانستان وفي مقاطعة بلوشستان (جنوب غرب). وقد يكون ظهر في كويتا (غرب باكستان) في ابريل الماضي، على ما ذكرت مصادر عسكرية أمريكية.
واعتبرت مصادر عديدة في كابول ان الغارة الأمريكية التي أوقعت عشرات الضحايا في حفل زواج نهاية حزيران/يونيو في إقليم اوروزغان حيث ولد الملا عمر، كانت تستهدفه.
وقد يكون الملا عمر حضر الحفل المقام لإحدى قريبات قيادي في طالبان.
واكدت مصادر اخرى في افغانستان ان الملا عمر شوهد بعد عدة اسابيع من الغارة في هذه المنطقة.