عن خبر مقتطب من صحيفة "محلية" رفضت لورين بوش ابنة شقيقة الرئيس الامريكي الاشتراك في اسبوع عروض الازياء في "برشلونة".. لانه مستوحى من اجواء العالم العربي.. حيث انها تعمل كعارضة ازياء وللمرة الاولى لصيف وربيع (2003).
لكنها لم تكن تعلم كما ذكرت الصحيفة ان اخراج العرض مستوحى من العالم العربي.. حتى رأت السراويل الفضفاضة والعمامات.. علاوة على الموسيقى العربية المصاحبة له.. ولذلك فضلت عدم الاشتراك وانسحبت غير آسفة على ذلك رغم انه العرض الاول لها!
واثار ذلك الخبر الكثير من الشجون في نفسي حين قارنت ماقامت به تلك الفتاة.. وما تقوم به فتياتنا في العالم العربي من انفصام وانسلاخ عن الشخصية العربية والاسلامية المحافظة.. والانقياد للغرب بطريقة مثيرة حتى أصبحت "مرتين سبيرز" وغيرها المثل الاعلى لهن.. وغدت ثقافة الجينز والهامبورجر هي المسيطرة على عقول شبابنا بالاضافة الى الصرعات الغريبة والمضحكة في آن واحد.. ويكفي ان تتجول في احد المجمعات الكبرى لترى العجب العجاب.. من اللباس الذي يفتقر الى الذوق والى تقاليع الشعر الغريبة..!
ناهيك عن التحدث مع الرفاق والباعة "بلكنة امريكية" بحتة والتفاخر امام ذلك الجمع الغفير بقدرتهم او قدرتهن على ذلك معتقدين ان ذلك هو الحضارة الحقة.. وان التخلي عن اللغة الام.. هو التقدم والرقي..!
الا تحسون بالأسى مثلي وانا ارى سيارات الشباب تصدح بالموسيقى الغربية التي اكاد اجزم انهم لا يفقهون شيئا منها حتى ان احتوت على كلمات بذيئة "شوارعية" كما يقال حيث ان هناك فرقا اجنبية معروفة بذلك التوجه!
اما مايثير الألم في النفس والشفقة في آن واحد فهو رؤية امهات المستقبل.. المتعلمات المثقفات يفصحن عن مدى "ثقافة الجهل" بالتحدث مع اطفالهن باللغة الانجليزية حرصا منهن على تلقين اللغة لهم منذ نعومة اظفارهم لكنهن بالاضافة الى ذلك ينسين او يتناسين الحديث معهم باللغة الام خصوصا ان المربية الاجنبية ملازمة لهم في كل وقت.. ترضعهم المبادئ والقيم الاوروبية دون رقيب او حسيب كم تألمت بالفعل وانا في زيارة لزميلة ورأيتها طيلة مدة الزيارة تحدث طفلتها بالانجليزية ذات اللكنة الامريكية وهي لم تتعد الرابعة من العمر.. لكنني لم انبهر بقدرة تلك الطفلة على مدى استيعابها لتلك اللغة خصوصا انني اعلم حرص تلك الزميلة على ولادتها في اوروبا كي يقال انها وضعت في دولة اوروبية حتى الولادة اصبح لها توجه غربي ومصدر فخر للبعض من نسائنا اترون كم نحن محظوظون. مازلت اتساءل لماذا يفخر البعض من الجاليات الآسيوية وغيرها بلباسهم الشعبي وهم يتجولون في الدول الاوروبية غير آبهين بنظرة هؤلاء الى مايرتدون في الوقت الذي يستبدل البعض من شبابنا جلده وليس ملابسه فقط حين التوجه الى تلك البلدان ويعتقدون انها هي الحضارة بعينها ولا يعلمون ان تلك الشعوب لا تحترم الغراب الذي حاول تقليد الحمامة فعجز عن ذلك.. ولم يقدر على الرجوع الى اصله الاول فلنتساءل مجددا.. لماذا لا يحترمنا هؤلاء؟