ذكرت مصادر اسرائيلية اول امس ان ادارة الرئيس بوش وجهت انذارا الى العراق بانه ستتم ابادته نوويا اذا شن هجوما على اسرائيل.
ومنذ ايام قال شارون حين سئل عن خطر اندلاع حرب ضد العراق ان اسرائيل اليوم هي افضل دول العالم استعدادا لمواجهة هجوم كيماوي او بيولوجي.
واوردت صحيفة معاريف العبرية ان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بين اليعازر طلب من الادارة الامريكية ان تكون اسرائيل اكبر قاعدة عسكرية امريكية لاستخدامها خلال الهجوم على العراق وتجاوبت الادارة مع هذا الطلب، وذكرت الصحيفة انه تم ادخال كميات هائلة من الاسلحة والذخيرة الى معسكرات الجيش الاسرائيلي.
وجدير بالذكر انه في عام 1991م ارسل بوش الاب اسلحة متطورة وبطاريات صواريخ باتريوت المتقدمة الى اسرائيل بزعم الوقاية من صواريخ صدام حسين ولكن بعد انتهاء الحرب لم يتم اعادة هذه الاسلحة، وانما بقيت في اسرائيل ومرة اخرى يكرر بوش الابن السلوك نفسه.
والسؤال هو هل تشارك اسرائيل في الحرب الامريكية على العراق؟
من المؤكد ان اختيار اسرائيل كمخزن للسلاح الامريكي لايأتي استعدادا لمواجهة هجمات صواريخ صدام فاذا كان العراق في عام 1991 ـ بكل قدراته الصاروخية ـ لم يتمكن من الاخلال بالامن الاسرائيلي باطلاق مايزيد على اربعين صاروخا فكيف يمكن ان يشكل خطرا الآن ببضعة صواريخ يشك في انها نجت من تدمير لجان التفتيش!
اما التفسير الارجح، فهو ان تكديس الاسلحة في اسرائيل يأتي استعدادا لاحتمالات تفجر هائل في الشرق الاوسط وتحسبا للتعامل مع سيناريوهات غير متوقعة كأن ينفلت مسار الحرب او تبرز اوضاع لم تكن في الحسبان او يتعثر تحقق الهدف الامريكي بالسرعة المطلوبة، وايضا لضبدط الدول والجماعات التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها وقت الضربة، وكعنصر استباق وامان في المنطقة للمراحل التالية من الحرب على الارهاب.
وقد يكون من بين التصورات توسيع ميدان الحرب لتشمل سوريا وايران ولبنان ومنظمات سياسية، ومن ثم دمج مراحل الحرب على الارهاب الشرق اوسطي في معركة واحدة، وتغيير العديد من الانظمة والاوضاع.
هذا التطابق والانسجام المطلق بين اسرائيل وامريكا وبين الحالة الفلسطينية مع شارون والحالة العراقية والعربية مع بوش سيكون له تأثير كبير على الحياة والسياسة في المنطقة وسوف يخلق شرق اوسط محكوما بقوة السلاح الاسرائيلي والهيمنة الامريكية.
فهل حقق شارون بالسلاح ما فشل بيريز في تحقيقه بالسياسة؟ وهل تتحول اطروحة الشرق الاوسط الجديد التي عبر عنها بيريز منذ سنوات من اطروحة لـ(شرق اوسط) عماده التكنولوجيا والمعلومات الى شرق اوسط معسكر عمادة الجيوش والمعارك؟
المؤكد ان صيغة الشرق الاوسط الجديد التي عبر عنها بيريز اصبحت في مهب الريح، ومعكوسها هو لعبة الشرق الاوسط القديمة.
وهكذا، فان المنهج العسكري لشارون نجح فيما فشل فيه المنهج السياسي لاسلافه، حيث تمكن من الامساك بالشرق الاوسط بين قبضتيه، ومن الارتقاء بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية الى ما يشبه الحلف العسكري في منطقة يتردد حلف الاطلسي عن الانغماس فيها.
الخليج