لم تجد سميرة امامها سوى محكمة القاهرة للاحوال الشخصية لتنقذها من زوجها الذي استحالت العشرة معه ورفضت كل محاولات الصلح معه.. قررت ان تتجه الى المحكمة.. وضعت وحددت المحطة النهائية في قطار حياتها مع زوجها.. قررت ان تضع بنفسها كلمة النهاية لعشر سنوات هي عمر زواجها.. اثمرت عن انجاب خمس بنات في عمر الزهور.. حاولت سميرة ان تتحمل حياتها الصعبة مع زوجها ووالد بناتها الخمس من اجلهن فقط.. حاولت ان يعيش بناتها والى جوارهن والدهن حتى لا يحرمن منه.. لكنها لم تستطع الصمود.. قررت الانسحاب بعد ان فشلت في كل معاركها لاصلاح زوجها.
طلبت منه الطلاق بعدما تركت له منزل الزوجية لكنه رفض واصر على موقفه الرافض فكانت المحكمة هي المحطة النهائية.
اسرعت الزوجة ام البنات الى المحكمة.. وقفت امام هيئة المحكمة تخفي وجهها ودموعها خلف نظارتها السوداء.. تشعر وكأن جميع الجالسين في قاعة المحكمة الضخمة ينظرون اليها تخيلت ان الجميع جاءوا ليسمعوا مأساتها.. جلست بين الحاضرين تنتظر دورها في رول المحكمة..ارتعدت فرائصها.. الخوف يسكن قلبها لا تدري كيف ستقف امام القاضي لتحكي مأساتها جلست تسترجع ذكرياتها الجميلة مع زوجها منذ لقائهما الاول ودموعها تتساقط حتى سمعت صوت حاجب المحكمة يصرخ مناديا على قضيتها وقتها اسرعت بخطى متعجلة ووقفت تروي قصتها قائلة:
سيدي القاضي.. لم اتخيل ابدا ان تسوقني قدمي الى ساحتكم المقدسة هذه ساحة العدالة.. وكنت اتعجب عندما اقرأ قصص الازواج والزوجات التي لا تنتهي الا في المحكمة.. واتساءل كيف لزوج يتمسك بزوجته رغم كرها له.. او لزوجة ترتضي لنفسها ان تعيش مع زوج لا تحبه حتى كانت مأساتي.. التقيت بزوجي لاول مرة في حفل زفاف احدى صديقاتي راح يحاصرني بنظراته حتى اسقطني في شباكه.
نشأت بيننا قصة حب مثيرة.. اتفقنا على الزواج وتم بسرعة.. وفجأة اكتشفت اول خدعة وكذبة من زوجي.. اكتشفت انه تزوج من خمس نساء قبلي.. وقتها قررت الطلاق لكنه اعتذر لي وطالبني بالصفح عنه وان اغفر له خطيئته.. فوافقت بعد ان عاهدني على الا يغضبني مرة اخرى وان يكون صريحا معي في كل الامور.. وصدقته لانني احبه.
سيدي القاضي:رفضت ان ابلغ اسرتي بزواج زوجي المحترم من خمس نساء قبلي.. بعد ان عاهدني زوجي على الصراحة والمكاشفة والشفافية في كل امورنا.. لكنه لم يتوقف عن الكذب..استمر يواصل مسيرته في الكذب علي حتى اصبحت لا استطيع التحمل.. يتأخر في عمله حتى ساعات متأخرة وبعدها علمت انه يلعب القمار.. واكشتفت بعد ذلك انه متزوج من 3 نساء اخريات في عصمته.. اعتقد انني سوف اتقبل ان اكون الزوجة رقم (4) وان يكون هو الحاج متولي وانا احدى زوجاته الاربع.. لكني رفضت ان اكون زوجة الحاج متولي.
سيدي القاضي..زوجي خدعني وتزوجني وفي عصمته ثلاث زوجات اخريات دون ان ادري فهل هذا قانوني.. ارجوكم اصبحت لا استطيع الحياة معه.. طلقوني منه لانه كذاب.. ولا اريد لبناتي ان يعشن مع أب كاذب.
وكان الزوج حاضرا المحاكمة.. فلم يحتمل ان تصفه زوجته بانه كاذب فقام بتطليقها امام هيئة المحكمة وانصرفت الزوجة سعيدة بنجاحها في الخلاص من زوجها الكذاب.