أكد صاحب السمو الملكي الأمير بندر ابن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين فى واشنطن ان هناك الكثير من الخلط وسوء الفهم فى الولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بموضوع حضانة الأطفال من أباء سعوديين وامهات امريكيات وقال سموه فى بيان نشرته صحيفة (الوول ستريت جورنال) أمس الاول ان البعض يتهم المملكة العربية السعودية بانها تحتجز مواطنين امريكيين ضد ارادتهم وهو اتهام خاطىء تماما. ووصف سموه عملية نزع اى طفل من والديه او احدهما بانها مأساة انسانية ولاينبغى استخدامها لتحقيق اغراض سياسية . واوضح ان حكومة المملكة تتعامل مع مثل تلك الموضوعات بكل جدية وتعمل على ايجاد الحل المناسب لها. وقال ان المملكة العربية السعودية وبالتعاون مع الحكومة الأمريكية احرزت تقدما حقيقيا نحو حل الاثنتى عشرة قضية التى تتعلق بها ومنها بخلاف ما تشير اليه التقارير الصحفية قضية علية وعائشة الغشيان ابنتي بات روش اللتين تتمتعان حاليا بحرية مغادرة المملكة اذا ما اختارتا ذلك وهما بالفعل سافرتا الاسبوع الماضى الى لندن وقابلتا اثناء وجودهما هناك بصورة خاصة مسئولين من السفارة الامريكية فى بريطانيا وابلغتاهما بما كانتا تقولانه على مدار الاعوام الماضية بكل وضوح وهو انهما لاتريدان مغادرة المملكة العربية السعودية ولاتريدان زيارة الولايات المتحدة الامريكية او الاتصال بوالدتهما.
واعرب سموه عن اعتقاده ان ذلك الامر يمثل مأساة انسانية عائلية مليئة بالحزن لكلا الوالدين وابنائهما ولكننا فى المملكة العربية السعودية وكحكومة لايمكننا التدخل فى مثل تلك الامور العائلية وكل ما يمكننا فعله هو التأكد من ان ابنتى الغشيان لديهما الحرية الكافية لاتخاذ قرارهما وهو الامر الذى فعلتاه. واشار سموه الى قضية اخرى ايضا تناولتها الصحف الامريكية بالتفصيل وهى قضية امجاد رضوان وقال ان ما اود توضيحه هو انه تم اصدار جواز سفر لها عندما طلبت ذلك ويمكنها السفر بكل حرية.
واضاف سموه ان امجاد بعثت ببيان للسفارة الامريكية فى الرياض قالت فيه انها لاترغب فى السفر الى الولايات المتحدة الامريكية او اى مكان فى الوقت الحالى وربما تختار ذلك فى المستقبل.
واكد سموه انه ليس هناك اى شىء اكثر من ذلك يمكن لاى حكومة فى العالم ان تفعله فى مواجهة مثل ذلك الموقف كما ان الحكومة السعودية لايمكنها اجبار اى مواطن على فعل شىء لايريد هو او هى فعله.
وقال سموه ان ما يراه المتابع من خلال قراءة الصحف والمقالات فى وسائل الاعلام الامريكية يوحى بان تلك المشكلة تتعلق فقط بالمملكة العربية السعودية وهو الامر الذى لايمثل الحقيقة ففى العالم اليوم هناك نحو 1200 قضية تتعلق بحضانة الاطفال من ابوين احدهما امريكى والاخر من دولة اخرى اقل من واحد بالمائة منها تتعلق بالمملكة العربية السعودية بينما تتعلق الغالبية العظمى منها بمواطنين من الدول المجاورة لامريكا والاخرى من دول اوروبية بينما تمثل اقليتها قضايا مع دول من منطقة الشرق الاوسط.
واوضح سموه انه ولسبب غريب فى ذلك الموضوع فان تلك القضايا التى تتعلق بالمملكة والتى تمثل اقل القضايا من بين الدول الاخرى كانت هى محل جميع التغطيات الاعلامية المختلفة التى تناولت ذلك الموضوع. ولفت الى انه من بين الاثنتى عشرة قضية المتعلقة بالمملكة مع الاخذ فى الاعتبار بان قضية ابنتى الغشيان لم تعد تمثل مشكلة طالب الوالدان فى خمس من تلك القضايا مسئولى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بعدم اتخاذ اى اجراء فى هذا الوقت حيث سيحاول اولئك الاباء حل القضية عائليا فيما بينهم وبصورة خاصة. واوضح سموه انه بالنسبة لبقية القضايا فانه يتم التعامل معها بكل جدية وشكلت حكومة المملكة العربية السعودية لجنة لتقصى الحقائق وايجاد الحلول لها اذا ما امكن ذلك. وقال سموه وفى نفس الاطار فانه لاينبغى اغفال ان هناك عددا من القضايا تتعلق بموضوع اختطاف اطفال من المملكة العربية السعودية من قبل اولياء امورهم الامريكيين فى مخالفة لاحكام قضائية صادرة بحقهم وتسعى حكومة المملكة العربية السعودية حاليا لايجاد حلول لقضيتهم وطلبت مساعدة الحكومة الامريكية فى هذا الخصوص.
وأكد سموه ان من الجدير بالملاحظة ايضا ان هناك اكثر من 000ر40 مواطن امريكى يعيشون فى المملكة العربية السعودية بعضهم يمثل الجيل الثانى او الثالث كما ان هناك اكثر من 000ر30 مواطن بريطانى واكثر من خمسة ملايين مقيم من جميع دول العالم ومن جميع الخلفيات العرقية والدينية جعلوا من المملكة العربية السعودية منزلا لهم وهم ليسوا كما تشير بعض المقالات يصارعون من اجل الخروج من هناك.
وافاد سموه ان صاحب السمو الملكى الامير سعود الفيصل وزير الخارجية اجتمع الاسبوع الماضى مع وفد من الكونجرس برئاسة عضو مجلس النواب دان بيرتون وتم اعتبار الاجتماع بداية لايجاد نهاية لتلك المأساة الانسانية واتفق الجانبان على التقدم بحلول عملية يمكن تطبيقها لوضع حد لتلك المشكلة تلبى حقوق كلا الوالدين وتحمى حقوق الاطفال الذين هم الضحايا الحقيقيون فى تلك القضايا.
وكشف سموه ان هناك الكثير من الاشياء التى نسبت الى زيارة وفد الكونجرس تلك لاتعكس ابدا المناقشات الحقيقية التى تمت خلال الاجتماع مع سمو وزير الخارجية. وقال ان ذلك الامر وبكل صراحة اصابنا بالدهشة وخاصة ان وفد الكونجرس لم يقم حتى الان بتوضيح حقيقة ما ينسب اليه فى وسائل الاعلام.
ولفت سموه الى انه بالاضافة الى كل ذلك اقترحت حكومة المملكة العربية السعودية اتفاقية يمكن من خلالها التغلب على الاختلافات فى الانظمة القضائية بين البلدين فى مثل تلك القضايا بشكل عملى وهى فى حال الاتفاق عليها ستكون الاولى من نوعها وستشكل نموذجا يمكن للدول الاخرى ان تحتذيه.
واضاف ان حكومة المملكة العربية السعودية تطالب وبكل تقدير عضو مجلس النواب دان بيرتون وحكومة الولايات المتحدة الامريكية للعمل معها لوضع معايير عملية لاتنهى المشاكل القائمة حاليا وحسب بل وتمنع تكرار حدوثها من الاساس.
واختتم سموه قائلا ان التزامنا بحل جميع القضايا المتعلقة بحضانة الاطفال هو التزام ثابت ولكن يجب تفهم ان ذلك ليس بالامر السهل ويتطلب تعاون كل الاطراف المعنية. وقال ان تحويل الموضوع الى كرة قدم سياسية من اجل الشهرة يحجب الحقيقة ويعقد المسار الى ايجاد الحلول مؤكدا ان حكومة المملكة العربية السعودية على اتم الاستعداد للقيام بدورها فى ذلك الموضوع.