تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان بضرورة الاهتمام بالجانب التعليمي والدعوي لمسلمي كوسوفا، والاستمرار في عملية البناء والاعمار، وتشييد وترميم المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية، جاء افتتاح المدرسة الثانوية بمدينة ميتروفيتسا بكوسوفا، والتي قام بتمويلها البنك الاسلامي للتنمية، بتكلفة قدرها مليونان وثلاثمائة الف مارك الماني، وتتسع لستة عشر فصلا دراسيا، تعد من اكبر المدارس التي ساهمت اللجنة المشتركة في الاشراف على بنائها.
وقد قام بافتتاح المدرسة الدكتور احمد محمد علي رئيس البنك الاسلامي للتنمية، خلال زيارته اقليم كوسوفا، حيث تفقد اعمال اللجنة السعودية المشتركة، وقد حضر حفل الافتتاح محمد بن حمد الهويدي مدير المكتب التنفيذي للجنة السعودية المشتركة، والاستاذ خالد الفاضل، والاستاذ وائل العقيل مدير المركز الاعلامي.
وقد اشاد الدكتور احمد محمد بالدور الذي تقوم به اللجنة السعودية المشتركة في دعم ومساعدة الشعب الكوسوفي المسلم، والانجازات التي تحققت على الارض، وقال: ان هذا الدور يعد علامة بارزة من علامات الاغاثة السعودية، واضاف قائلا: انني شاهدت حجم الانجازات الضخمة التي قدمت لهذا الشعب المسلم..
واستطرد رئيس البنك الاسلامي للتنمية قائلا: ان المؤسسات الدعوية السعودية هي اليد الخيرية للمملكة العربية السعودية، وان دور هذه المؤسسات ينطلق من استراتيجية المملكة الاغاثية ودورها الرائد في دعم الشعوب والاقليات المسلمة في العالم.
وقال د. احمد محمد علي ان المشروع التعليمي الذي تقوم بتنفيذه اللجنة السعودية المشتركة هدفه الحفاظ على هوية الاقليم، ودعم ومساعدة هذا الشعب المسلم في مواجهة عمليات التغريب التي تقوم بها المؤسسات التنصيرية.
ومن جهة اخرى قال محمد بن حمد الهويدي مدير المكتب التنفيذي للجنة السعودية المشتركة ان افتتاح مدرسة ميتروفيتسا جاء استكمالا للدور الذي قامت وتقوم به اللجنة السعودية في دعم الشعب الكوسوفي المسلم، واستكمالا لدورها في اعادة البناء والتعمير للاقليم والذي بدأته قبل ثلاث سنوات، وثمن الاستاذ الهويدي الدور الذي يقوم به بنك التنمية الاسلامي في دعم المشروعات التنموية والتعليمية في العالم الاسلامي، وقال: انه مؤسسة تنموية لها دورها الكبير في ارجاء العالم الاسلامي.
واضاف الهويدي قائلا: ان توجيهات سمو المشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة الامير نايف بن عبدالعزيز بتكثيف العمل الاغاثي للجنة والاهتمام بالمشروعات التعليمية والثقافية يأتي ادراكا من سموه الكريم بطبيعة المرحلة ومتطلباتها في دعم ابناء كوسوفا.
وقال: ان اللجنة نفذت العديد من المشروعات الهامة في المجال التعليمي ضمن خطتها الموضوعة في هذا المجال فبالاضافة الى بناء وتشييد المدارس واعادة ترميمها، قدمت الدعم للجامعات والمعاهد العليا، ونفذت برنامج المنح الدراسية بهدف.. (تأصيل الشخصية الاسلامية سدا لمنافذ التغريب)، كذلك مشروع الحقيبة المدرسية لطلاب كوسوفا والعديد من المشروعات الاخرى التي كان للجنة دورها في دفع مسيرة التعليم في الاقليم..
البرامج والمناشط التعليمية
واذا نظرنا الى البرامج والمناشط التعليمية التي نفذتها اللجنة نجدها تتسع لتشمل معظم المجالات في الحقل التعليمي بدءا من بناء المدارس وترميمها، فقد وصل عدد المدارس التي شيدتها اللجنة الى 12 مدرسة اضافة الى عشرات المدارس الاخرى التي تم ترميمها او توسعتها او تزويدها بالاجهزة والمستلزمات الضرورية، وبرنامج كفالة الطلاب وطباعة 120 الف نسخة من الكتب المدرسية وتوزيعها على طلاب المدارس، وايضا نفذت اللجنة مشروع كفالة المدرسين، وقدمت عشرات المنح الدراسية لطلاب كوسوفا للدراسة في الداخل، والخارج، وانشأت العديد من المراكز الثقافية في انحاء متفرقة من الاقليم، لتكون حصنا للشباب المسلم، اضافة الى مراكز الخياطة لتدريب الكوسوفيات وتعليمهن حرفة الحياكة.
وقامت اللجنة السعودية المشتركة بطباعة 500 ألف كتاب اسلامي، وملايين المطويات، وتنظيم عشرات من حلق تحفيظ القرآن الكريم، ونفذت برنامج الوسيلة لتعليم القرآن الكريم عبر الاجهزة السمعية ووزعت الآلاف من النسخ على فاقدي حاسة السمع، وبالنسبة للفتيات الكوسوفيات نفذت اللجنة مشروع الحجاب الاسلامي على الطالبات في المدارس.
5 ملايين ريال
ومن ابرز المشروعات التعليمية التي نفذتها اللجنة (برنامج الطلبة الكوسوفيين) الذي بدأ تنفيذه طبقا للامر السامي الكريم رقم 9/1328 لسنة 1420هـ، والذي يقضي بتخصيص خمسة ملايين ريال للصرف على الطلب الكوسوفيين الذين انقطعت بهم السبل خارج كوسوفا، وتم تكوين لجنة خاصة مهمتها حصر هؤلاء الطلاب وتقديم المساعدات لهم.
وتم حصر اكثر من 350 طالبا يدرسون في جامعات المملكة والجامعات الاسلامية خاصة في مصر والاردن وماليزيا وباكستان واليمن وتركيا اضافة الى الطلاب الذين كانوا يدرسون في النمسا وتم التنسيق مع سفارات المملكة في هذه البلدان وممثليها بالخارج والملاحق الثقافية ووزارة التعليم العالي لحصر هؤلاء الطلاب وتقديم المساعدات لهم.
وحددت اللجنة المساعدات وفق ظروف كل طالب فالمتزوج ولديه اكثر من ثلاثة ابناء تصرف له مكافأة شهرية 3700 ريال اما المتزوج وله ابنان يصرف له 2700 ريال، في حين يصرف للطالب الاعزب 1500 ريال، ووضعت اللجنة المعايير الخاصة بالمساعدات، ونظم ولوائح توزيعها.
برنامج تدريس اللغة العربية
ومن بين المشروعات التعليمية الهامة التي نفذها اللجنة مشروع تعليم اللغة العربية للكوسوفيين، الذي يعد من اهم البرامج التعليمية والثقافية، حيث قامت باختيار عدد من الطلاب الكوسوفيين من خريجي المدارس الثانوية، وممن لا تقل تقديراتهم عن (جيد جدا) ومن الذين لهم دور في النشاط الدعوي والاغاثي، ومن ذوي الاخلاق الحسنة، لدراسة اللغة العربية. وقد تم الاتفاق مع معهد فجر لتعليم اللغة العربية لتدريسها لهم، تمهيدا لالحاقهم للدراسة في الجامعات الاسلامية في المملكة العربية السعودية او نظيراتها في مصر والاردن وماليزيا، وتكفلت اللجنة بجميع مصروفات هؤلاء الطلاب سواء في داخل كوسوفا او في خارجها، وتم تكليف مشرفين خاصين لهؤلاء الطلاب ونظمت لهم دورات في التربية الاسلامية ودراسة علوم القرآن الكريم. والحاقا بهذا المشروع تم تنفيذ فكرة (بيت الطالب) حيث تم اعداد المباني الخاصة لايواء الطلاب الكوسوفيين الذين يدرسون في الجامعات الاسلامية في الخارج كذلك الذين يدرسون في برشتينا، وجهزت هذه المباني بجميع الامكانات التي تلبي مطالب واحتياجات الطلاب.
توزيع الحقيبة المدرسية
ومن المشروعات الهامة التي نفذتها اللجنة (الحقيبة المدرسية)، وقد بدأ تنفيذ هذا المشروع في عام 99 ـ 2000م، حيث تم توزيع 47 الف حقيبة في الفترة من 1999 ـ 2001م، وتحتوي الحقيبة على دفاتر مدرسية والاقلام الرصاص والشاملة وادوات الرسم والهندسة وغيرها من احتياجات الطالب، وتحمل الحقيبة شعار اللجنة السعودية المشتركة، ووضعت خطة شاملة لتوزيعها على جميع الطلاب المحتاجين في جميع انحاء الاقليم.