في نهاية الطريق دائما كنت ارى بصيصا خافتا من النور.. وكان هذا الضوء الأخضر البعيد هو الذي يدفعني للسير رغم التعب.
@@ وقد تكون المسافة شاقة ومؤلمة وقاسية.. ولكن هذا الضوء في عيني يغريني ويوقظ الدم والعزم في اطرافي فلا استكين.. فأواصل السعي والركض في دروب بالغة الصعوبة والأذى.. ككل الأحياء في هذه الدنيا التي يصعب فيها ان تنال حقا او تهزم باطلا.. مالم تثابر وتشقى.. وتثبت قدميك وتكابد وتصبر حتى النهاية.
@@ وهناك العديد ممن يسقطون في منتصف الطريق او في بدايته من فرط اليأس وتعب السنين.
@@ وهناك من يمزق ويقهر ويظلم. ويعاني الويل والثبور.. ويتجرع المرارة.. ولكنه لا يكل.. ولا يمل ولا ينتابه اليأس أو القنوط.
@@ هؤلاء بكل تأكيد لا يهزمهم الباطل مهما كانت سطوته وجبروته.. لأن الإيمان في داخل صدورهم هو ذلك الضوء الأخضر الذي يمنحهم القوة والصبر على الشدائد.
@@ وهؤلاء لا يأتي نجاحهم بالصدفة ولايحملون على الأكتاف للوصول الى قمم النجاح.. ولا يصنع مجدهم بأيدي غيرهم وليس لهم من عون سوى ايمانهم بالله وعدالته وصبرهم على ما كتبه الله لهم.. وسعيهم المتواصل في دروب الحياة ومشاقها وتحمل عذاباتها.. وآلالمها.
@@ هؤلاء الرجال يكون لنجاحهم طعم ومذاق ومعنى أكبر من كل المشاق لأنهم تعبوا وسهروا. وأدمت أقدامهم أشواك الطريق الصعب.
@@ هؤلا الناجحون في كل مرفق هم من نحيي فيهم عزيمتهم وصبرهم وكفاحهم، لأنهم سلكوا الطريق القويم برغم مرارته للوصول الى اهدافهم من أجل خدمة بلادهم وخدمة أنفسهم.
@@ هؤلاء الرجال لم تفرش سبل المجد لهم بالورود ولكنها زرعت بالأشواك فتخطوها بصلابة وعزم الأبطال.. لم يحملهم أحد للقفز من فوق السياج .. ولم يتسللوا من ثقوب الظلام.. ولكنهم جاءوا الى بوابة النجاح من عين الشمس.. برغم كل حريقها ولهيبها وذلك هو النجاح الأكبر في الوطن الاكبر.