DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مساحة

مساحة

مساحة
أخبار متعلقة
 
قل ان شئت سياسة الفضائيات او قل فضائيات السياسة، ذلك انك تجد المحطات الفضائية العربية تتسابق في برامج سياسية متواصلة، وهي مختلفة الاسماء متشابهة المضامين والافكار والوسائل. تكاد تجمع على شرح مخططات امريكا وتلقي باللائمة على الدولة العبرية وتؤكد على تآمرالعالم من حولنا على الشعوب العربية، بل ينساق بعضها الى اتهام بعض الحكام العرب بالعمالة ولايخرجهم من زمرة المتآمرين. ولسنا هنا معنيين بالدفاع عن احد ولا الانتصار لفريق دون فريق، ولكن الذي اود جلاءه ان كثيرا مما يردده المتحاورون في البرامج الحوارية او ما يفيض به المحللون السياسيون او مايدلي به المراسلون كل ذلك او كثير منه يعرفه القاصي والداني ويدركه الكبير والصغير، ومهما اسرفت هذه المحطات على نفسها بالشرح وافاضت في التفاصيل فإن ذلك لايغني من الحق شيئا. والواجب ان تتوجه تلك الفضائيات بجهودها الى الحكومات الغربية عامة والحكومة الامريكية خاصة والى شعوب تلك البلاد، ولها حينئذ ان تشرح من امور الامة العربية والاسلامية ما تريد ان تشرح، وان تفيض في بيان مواقف المسلمين والعرب منهم. ولعلها تؤجل ما يثير الشحناء بين البلاد العربية وان تركز على مواطن الاتفاق وتتجنب مواطن الخلاف. وان تعلم بأن كل دولة تراعي شيئا من التوازن بين مصالحها الخاصة ومصالح غيرها في دوائر متسعة، وان البلاد ليست على سواء في الامكانات والقدرات فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وان من اللافت للانتباه ان بعض تلك المحطات ربما اهتمت بالاثارة واجتذاب من يطلب متعة الخصام والعراك كأنما يشهد مصارعة او ملاكمة كلامية دون ان يكون هدفه المعرفة وتبين الحقائق والوصول الى كلمة سواء.ان للحوار آدابا ان لم يتحل المحاور بها وجب حجبه، فليس من الحرية التطاول على الناس حضروا أم غابوا. ولعل هذه الفضائيات تلتفت الى امور مهمة في حياتنا وعاداتنا، فتلتفت الى ما ابتليت به شوارعنا من ألوان المخالفات، وما ابتليت به مرافقنا العامة من افساد واهمال، وان تتخذ من التوعية الاجتماعية سياسة. ولئن كانت تنفق كثيرا من وقت المشاهد على الإعلانات التجارية التي لا تخلو من مزعجات فإن من واجبها ان تؤدي دينا عليها للمشاهد الصابر على ما تقتحم به حياته، فلعلها تواليه بارشادات تهم صحته وراحته في حله وترحاله. ولعلها تراعي الاختلاف العمري بين مشاهديها فلا يجور مزاج على آخر، وخير الامور الوسط.