اعمال العقل أمر ضروري في كافة الأمور، والأمر الذي ينتهي دون تدخل العقل المفكر، تكون نهايته غير مرضية، إلا ما كان ضمن لطف الله.
أحيانا تحيط العاطفة بتفكير الفرد فتشله تماما عن التقدم، وحين يشترك الجهل مع العاطفة فان الفكر يتقهقر الى الوراء وينغلق على نفسه ولا يريد سماع أية مشورة تتمنى له التقدم. وحقا ان حالة فكر الفرد وهو محاط بالعاطفة والجهل لهي حالة يرثى لها أشد الرثاء.تذكرت كل هذه المعاني وأنا أقف بين يدي أحد الآباء، وهو يطلب مني ان أمنح ابنه نجاحا لا يستحقه في مواد أساسية كالقراءة والقواعد للمرحلة الابتدائية، حينها أشفقت على الأب أكثر من اشفاقي على الابن، فهو لم يدرك بعد معنى نجاح ابنه في الابتدائية من دون استحقاق، هو لا ينظر الى مستقبل ابنه البعيد، لان الجهل والعاطفة أغلقا تفكيره تماما، وصارت عاطفته هي التي تخاطبني وتطلب مني المستحيل، وكان جهله سببا رئيسيا في ضعف مستوى ابنه الدراسي طوال العام فهو لم يسأل عنه إلا حين ظهرت النتائج قال ابو العلاء المعري:
==1==
الفكر حبل متى يمسك على طرف==0==
==0==منه ينط بالثريا ذلك الطــــــــــــــرف
أبني بجهلي دارا لست مالكــــــها==0==
==0==أقيم فيها قليلا ثم أنصـــــــــــــــرف
==2==
