@ توفيت في بلورن (باستراليا) إدفوكا بتروف يوم 26/7/2002 عن عمر يناهز الثمانية والثمانين عاما، وقبلها مات زوجها فلاديمير بتروف عام 1991 وكان عمره حينئذ اربعة وثمانين عاما.
كان فلاديمير وزوجته من نخبة الجواسيس الذين دربتهم ادارة المخابرات السوفيتية (آنذاك) التي عرفت بـ(k.G.B).
ولكن يبدو ان اغراء المال تغلب على حبهما لوطنهما روسيا فسلما نفسيهما الى الغرب وطلبا اللجوء السياسي من الحكومة الاسترالية وقبل طلبهما بالطبع. وكان في تخليهما عن وطنهما روسيا وصمة ذات وقع كبير على الحكومة السوفيتية آنذاك ذلك لأنهما سلما للمخابرات الغربية معلومات مخابراتية ذات أهمية بالغة.
يكتسب هذا الحدث أهمية عالمية كبيرة نظرا لما عرف عن روسيا (وبعدها الاتحاد السوفيتي) انها تحتل المكانة العالمية الأولى في مجال المخابرات والجاسوسية، ولعل ذلك عملا بمقولة نابليون: (جاسوس في المكان المناسب افضل من أربعة طوابير من الجنود) وعلى هذا جرت تسمية نشاطات التجسس والمخابرات بالطابور الخامس.
كان فلا ديمير بتروف وزوجته ادفوكا يعملان في السفارة السوفيتية في كانبرا باستراليا، هي كموظفة متخصصة في شئون الشفرة، وزوجها كسكرتير ثالث في السفارة وبعد خدمة استمرت ثلاث سنوات انفجرت ما سميت بقضية بتروف أو بالأحرى فضيحة بتروف واخذت تظهر تفاصيلها تباعا في عناوين صحف العالم.
عمل فلا ديمير وزوجته كموظفين عاديين في السفارة بكانبيرا الا ان وظيفتيهما الرسميتين بالنسبة لموسكو كانتا الجاسوسية فكان فلاديمير عضوا ذا رتبة عالية في ادارة المخابرات السوفيتية وتسبب لجوؤهما الى الغرب في ازمة دبلوماسية كبرى دفعت الاتحاد السوفيتي الى قطع علاقاته مع استراليا.
تقول المصادر الغربية ان فلا ديمير وزوجته سئما الحياة السوفيتية فطلبا من السلطات الاسترالية قبولهما كلاجئين عام 1954م وبعد عملية الانفصال هذه قام عملاء سوفيت مسلحون باختطاف ادفوكا بتروف في مطار سيدني بينما كانت في طريقها الى موسكو بعد ان هبطت الطائرة في مطار داروين للتزود بالوقود وكان منظرها وهي تقاد بأيدي العملاء السوفيت كأحد مناظر افلام جيمس بوند الا ان الشرطة الاسترالية انتزعت ادفوكا من ادلي السوفييت اثناء تزود الطائرة بالوقود حيث اتصلت هاتفيا بزوجها الذي اقنعها بطلب اللجوء السياسي على الفور.
قال عميل مكافحة التجسس الاسترالي (المتقاعد) تويتس ان الجاسوس بتروف قدم لمخابرات الغرب معلومات ذات اهمية بالغة كان عمرها آنذاك عشرين عاما وكان قد حصلا على خبرة واسعة في مهام التجسس على الطريقة السوفيتية وتبعا لذلك كانت المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الغربية على درجة عالية من الأهمية فمن جملة ما أفضيا به قائمة بأسماء 600 عميل مخابرات سوفيتي موزعين في انحاء العالم، اي ان صيدا ثمينا وقع في شراك اجهزة المخابرات الغربية دون ان تبذل في ذلك الجهد الكبير.
صبحي صادق النجار
كاتب وصحفي