التقنية الحديثة مثلما هي نعمة هذا العصر هي نقمة أيضا إذا أساء الإنسان استخدامها جهلا أو عمدا والتربية البيئية والأسرية الصالحة ضرورة في كل الأحوال لكون الآباء أو الأمهات قد لا يتواجدون طوال الوقت في المنازل لذا فالرقابة الذاتية والتأسيس لها أمر ضروري يبدأ من البيت ويُفعل في المدارس من خلال الاقتداء أو المناهج وأظننا في وضع مدرسي لا يحتمل التعليق؟
وثورة الانترنت أصبحت تمثل خطورة في بعض الأسر التي يظن أصحابها أن من التقدم التباهي أمام الآخرين بأنه أدخل لأبنائه خدمة الانترنت علما بأنه لا يعرفها وإنما يقلد الآخرين، وفي نفس الوقت لا يعرف أبناؤه أقل الآداب السلوكية العامة.
يعتقد بعض الأفراد أن حرية التصرف في منازلهم حق مشروع ليس للآخرين دخل فيه فالأموال أموالهم والأوقات أوقاتهم والآخرون يجب أن ينشغلوا بأنفسهم عن متابعة الآخرين. هذا الكلام صحيح في ظاهره باطل في باطنه لأن بعض الأضرار المتولدة في المنازل تزف في الشوارع سلوكا مشينا فمثلا نجد في بعض المدارس من يبيع الصور الماجنة المأخوذة من الانترنت على المراهقين والمراهقات بخمسة ريالات أو أكثر بل نجد أن هناك (حرفنة) في الصور تسيء لكثير من المشاهير ومجتمعهم والمجتمع المسلم الحق ليس سلوكا فرديا فحسب بل جماعيا متعاضدا كالجسم الواحد وكذلك حاله في الأمر والنهي إذ خاطب المولى الجميع بلفظ الأمة (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). ألا يصيبنا كمجتمع مسلم ما يعلق على زجاج السيارات من الخلف من صور خليعة دون رقابة تذكر؟!
فاصلة:
كثير من المصلحين في المجتمعات يظنون أن الاصلاح حكر على المشايخ والدعاة المتدينين علما بأن الاصلاح عمل جماعي يسهم فيه كل فرد من موقعه ذاتيا وأمام الآخرين وذلك لبناء مجتمع فاضل دون تزكية للنفس على حساب الآخرين فالله أعلم بمن اتقى.