كما ان الحجر المتحرك لا ينبت عليه العشب فان القلب المضطرب لا تنبت فيه العاطفة ومع الفارق بين الحجر والقلب لكن هذا ماقاله بعض الحكماء وهو قول فيه نظر لان القلب مهما اضطرب او قسا لابد ان يحفظ في احدى زواياه عاطفة ما تنفجر في وقت ما ولسبب ما فالعاطفة موجودة في كل قلب لان القسوة او الجفوة او الكراهية هي مجرد انفعالات قد تزول بزوال اسبابها لكن العاطفة تظل راسخة في الوجدان وهي التي تحيل القسوة الى لين والجفوة إلى تواصل والكراهية الى حب لكن القلب المضطرب اذا تفجرت فيه العاطفة غالبا ما تكون عاطفة مضطربة لا يستقر لها قرار ولا ترسو على شاطئ آمن وماذا يعني اضطراب العاطفة غير الريبة والشك والتردد وطرد عوامل التحريض للعاطفة الصادقة التي تجمل بها الحياة وتهون صعابها فلا يشقى في الحياة من بجانبه قلب ينبض بالحب.
وليس صحيحا مايقال ان العاطفة يمليها القلب فقط فقد يتدخل العقل في توجيه العاطفة الى مسارها الصحيح بينما تستمد الانفعالات محفزاتها من القلب واذا تدخل العقل قام بعملية الردع أو الضبط لتلك الانفعالات بينما تظل العاطفة هي الأقوى والأكثر قدرة على البقاء والرسوخ في أعماق التجربة الانسانية لاعتمادها اساسا على القلب والعقل معا.
وكبح العاطفة او تجاهلها ضد الطبيعة البشرية مادام العقل يتولى عملية ارشادها الى المسار الصحيح لترسو على شاطئ آمن لا يتعرض لامواج الاضطرابات الشديدة والمربكة للقلب والعقل معا بل وللحياة بصفة عامة.
اذن فالعاطفة تنبت حتى في القلب المضطرب لكنها وان اضطربت معه في حالات كثيرة قابلة للاستقرار إذا توافرت لها الأسباب والظروف.