عدت من رحلة عمل إلى أفغانستان محملاً بحصيلة وفيرة من المعلومات والانطباعات. لكني حين أمضيت يوماً كاملاً في مطالعة الصحف التي صدرت أثناء الغياب، وجدت في العناوين والتقارير الفلسطينية ما يدعو إلى القلق ويستوجب الاستنفار، على الأقل مـن خلال دق أجراس التحذير والانتباه. من ثم أدركت أن أي كلام خارج الموضوع الفلسطيني هو بمثابة تمرير لما يجرى وإخلال بمبدأ الأولويات. وهو ترف لا نملكه فضلاً عن انه يعد تخلياً طوعيا عن واجب الوقت. لذلك نحيت كل ما حصلته في أفغانستان جانباً، وقـررت أن اصطف إلى جانب الواقفين على باب ذلك الثغر النازف والدامي.
(1)
شاءت المقادير أن تبدأ الرحلة وتنتهي بالوجع الفلسطيني. فقد لقيت في مطار القاهرة شاباً فلسطينياً يعمل مهندساً بدولة الإمارات، كان قادماً لتوه من غزة بعدما أمضى شهراً هناك عقد خلاله قرانـه على إحدى قريباته. ولان شركة الطيران الأفغانية (ايريانا) فتحت خطاً جديداً بين دبي وكابول، فقد ركبنا معاً طائرة واحدة، وظل لأكثر من ثلاث ساعات يحدثني عما عايشه وشاهده في غزة. من وطأة الاحتلال إلى معاناة الناس وعذاباتهم اليومية، التي طالت أدق التفاصيل في حياتهم. وهو ما ذكرني بما قرأته ذات يوم في كتاب مريد البرغوثي (رأيت رام الله)، الذي قال فيه أن أحداً لا يستطيع ان يتصور حقاً ما يحدث على الأرض في فلسطين إلا حين يراه بعينيه، لان أي وصـف مهما بلغت دقته وبلاغته يعجز عن ان يوفي الصورة حقها. خصوصـاً فيما يتعلق بالتمدد الوحشي للاستيطان الإسرائيلي والانقلاب الهائـل الذي تشهده الخريطة الفلسطينية، ويتم بصورة يومية من خلال إعادة رسم الطرق وإحكام المعازل، وتحويل فلسطين إلى اكبر سجن في التاريخ، في داخله يتم خنق الفلسطينيين من خلال كتم أنفاسهم وتعريضهم للقتل البطيء.
وخزني الشاب الفلسطيني بسكين حاد حين قال ان الفلسطينيين يشعرون الآن أن الجميع تخلوا عنهم، حتى اصبحوا يقفون وحدهم، ولا يرون إلا أفقاً مسدوداً ومظلماً. واكثر ما يحزنهم أن عذاباتهم تحولت إلى خبر عادي في حياة العرب، لا يحرك غيرة او شعوراً بالخطر. وإذا استثار غضب البعض وحميتهم فان ذلك الغضب سرعان ما يهدأ، وينصرف الناس عنه إلى شواغلهم الخاصة، وأحياناً إلـى العبث واللهو، الذي تعبر عنه الفضائيات العربية بصورة مستفزة وصارخة.
أضاف محدثي ان الشيء الوحيد المضيء في الأفق الفلسطيني الآن هو العمليات الاستشهادية، التي اصبحت بعض الأصوات العربية تستنكرها وتتحدث عنها باستياء يثير دهشة الشارع الفلسطيني، الذي عجز عن أن يفهم لماذا يغار البعض على الدم الإسرائيلي بأكثر مـن غيرتهم على شلال الدم الذي يتدفق يومياً على الخارطة الفلسطينية كلها، بوتيرة متفاوتة منذ خمسين عاماً. ولماذا لا يدرك هؤلاء أن الشبان والفتيات الذين يضحون بحياتهم هم جزء من الجسـم الفلسطيني الذي يتعرض للذبح يومياً، وكل ما يفعلونه انهم يمسكون بخناق القاتل ويحاولون منعه من الإجهاز على بقية الجسم؟
قال المهندس العائد من غزة انه يوم عقد قرانه اجتمعت الأسرتان في مجلس خيمت عليه الكآبة وأجواء الحزن، وتبادل الجميع كلمات مبتورة، كانت الابتسامات خلالها تنتزع وترسم على الوجوه لافتعال فرحة سقطت من قاموس الحياة الفلسطينية. ثم انصـرف الجميع مع حلول الظلام، وكأنهم عائدون من سرادق للعزاء. وشاءت المقادير أن تقع عملية استشهادية في ضحى اليوم التالي، فإذا بالدم يسري في العروق والفرحة تعم الجميع، حتى ان باب الحـي والعريس معهم خرجوا إلى الشوارع، وظلوا يرقصون (الدبكة) حتى الظهر. لقد ردت إليهم العملية الروح، وأحيت في نفوسهم الأمل في إمكانية نقل الوجع إلى العدو والخلاص منه، ولو بعد ألف عام.
في يوم العودة من كابول تلقيت اتصالاً هاتفياً من غزة، مـن مدير أحد مراكز المعلومات هناك، الذي نقل إلي نفس الصـورة، وأعرب عن استغرابه لحالة اللامبالاة واللهو التي أصبحت تسـود العالم العربي، ثم قال ان اجتياح غزة وإعادة احتلالها بالكامل صار وشيكاً، وهو واقع لا ريب، خصوصاً اذا تم شن الحرب الأمريكية ضد العراق. وسألني محدثي بنبرة لا تخلو من استياء ودهشة: ألا يدرك العرب أن فلسطين تصلب ويضحى بها، على مذبح الاستقلال والأمن والكرامة العربية، وان طوفاناً سيغرق الجميع اذا لقيت القضيـة المصير الذي يراد لها الآن؟
(2)
حين يضع المرء امامه عناوين الاخبار والتقارير التي خرجت من فلسطين خلال الأيام العشرة الأخيرة، لا بد أن تصدمه النتيجة. إذ تقع عيناه على صورة مكثفة للمشهد، لا يكاد يلحظها قارئ الصحيفة الصباحية، الذي يرى العنوان الفلسطيني ضمن عناوين أخرى كثيـرة، ثم يطوي الصحيفة او يلقي بها جانباً، ويعود إلى انشغاله بأموره الأخرى.
هذه (الصدمة) تلقيتها حين اجتمعت أمامي الصحف التـي صدرت خلال الرحلة، وكانت سبباً في انقطاعي عن أحداث العالم الخارجي، والعالم العربي ضمناً. ذلك أن الذاهب إلى أفغانستان ينتقـل إلى كوكب اخر في حقيقة الأمر. كما ينقطع عن أحداث العالـم الخارجي. والوافد اذا كان محظوظاً او من أهل الوجاهة فقد يتاح لـه أن يتابع ما يجري في العالم اذا أعطي في الفندق غرفة مزودة بتليفزيون (وإذا لم ينقطع التيار الكهربائي بطبيعة الحال!) - ولكنني لم اكن من هؤلاء، حيث حمدت الله وقنعت بغرفة مزودة بالميـاه، وتزورها المياه الساخنة زيارة عابرة كل ثلاثة أيام، وبسبب مـن ذلك فقد كنت من ضحايا ذلك الانقطاع عما يجري في الكرة الأرضية طيلة فترة الزيارة، إذ بالكاد كنا نعرف ما يجري في كابول، في حين يجري التعتيم في الأغلب عما يحدث خارجها، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات القوات الأمريكية والاشتباكات المستمرة معها في الجنوب والشرق.
حين وضعت العناوين الفلسطينية جنباً إلى جنب وجدت أنها ترسم صورة خلاصتها أن الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة والتعذيب، كما أن القضية برمتها تتعرض للتذويب. وأدركت أن ما تنشـره الصحف كل صباح هو في حقيقة الأمر عرض لإحدى حلقات ذلك المسلسل. فما من يوم إلا وهناك قتلى وقصف وتدمير للبيـوت واعتقالات واستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتوسيع للمستوطنات، وتكثيف من الحواجز، واقتحام لمناطق جديدة. هي ليست قصـة مكررة، لان التكرار يفترض أن تتحدث عن نفس الشيء محكومـاً بإطاره المكاني والزمني. أما حين تتكرر الوقائع ذاتها على مسرح مختلف كل يوم، وفي إطار مكاني وزماني مغاير، فاننا نصبح بصدد شيء مختلف، اسمه جريمة مستمرة، وربما كان الادق أن يوصـف بأنه مسلسل طويل يفضي إلى نتيجة عدمية يدمر فيها كل شـيء، بحيث لا يبقى على مسرح الحدث سوى أطلال المباني وأشلاء البشر.
لا يحتمل المكان أن استعرض العناوين التي اعنيها، لكنـي احسب أن البعض منها يفي بالغرض. من هذا البعض مثلاً: احتـلال قرية "بيت ابا" للمرة الرابعة - فلسطين سجن كبير وشعبها ينتظر "الفورة" (المقصود فترة السماح التي تعطى لنزلاء السجون لكي يخرجوا من الزنازين لرؤية الشمس والمشي لبعض الوقت في فناء السجن) - استشهاد فلسطينيين بقذائف دبابة إسرائيلية قرب نابلس - 10 أشخاص ضحية هدم منزل دمره الإسرائيليون - الأطفال الأسرى يعانون من التعذيب والإذلال في سجون الاحتلال - كارثة صحية: الأطفال الفلسطينيون يعانون من (الأنيميا) وآثار الغازات السامة - حواجز إسرائيلية تحاصر مدينة نابلس من الخارج وأخرى تقسمهـا من الداخل - حظر التجول يربك حياة الفلسطينيين و2 مليون ينامون ولا يعرفون على أي إجراء عسكري جديد يصبحون - جمعية إسرائيلية لحقوق الإنسان تتحدث عن استخدام الجيش الإسرائيلي قذائـف محظورة - رخص حياة الفلسطينيين ظاهرة واضحة وحوادث قتل الأطفال والأبرياء زادت بصورة كبيرة (هاآرتس) - رئيس الأركان الإسرائيلي: الضربات الأمريكية "الوقائية" تبرر الاغتيالات بحق الفلسطينيين - شارون: اتفاقات أوسلو وترتيبات كامب ديفيد وطابا لم تعد قائمة - 15 دبابة إسرائيلية اقتحمت دير البلح - ليس في الثلاجة إلا الزعتر والأطفال يتضورون جوعاً - نقل جريحين إلى قلب جنين وقتلهما بدم بارد امام الأهالي - اسرائيل استخدمت في غزة قذائف محظورة تطلق آلاف القطع المسمارية لإيقاع اكبر عدد من الإصابات والقتلى.. وهكذا.
(3)
ليست هذه حرب، لان للحرب قوانين وأعرافاً وأخلاقا، وليس لشيء من ذلك وجود في المشهد. ولكننا بصدد حالة من الافتراس الهمجي الذي لا يدع وسيلة للإجهاز على الآخر إلا واستخدمها. وكلما استعصت الضحية وقاومت، اهتاج القاتل وازداد شراسة وخسة. وما التجويع المتعمد، ومنع الأدوية والأمصال، وإذلال الجميع، والمرضى في المقدمة منهم، عند الحواجز المنتشرة في كل مكـان إلا من تجليات تلك الخسة.
وقعت على تقرير تحدث عن الكارثة الصحية في فلسطيـن، ونقل عن الدكتور عبد الجبار الطيبي مدير الرعاية الأولية بوزارة الصحة الفلسطينية قوله ان ما نسبته 45% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الأنيميا، وان 55% من السيدات الحوامل يعانين من نفس المرض. وأضاف ان ذلك يحدث في الوقت الذي ازدادت فيه حالات نقص الوزن والطول عند الأطفال بنسبة تجاوزت 13%.
ذكر التقرير أن مصدراً طبياً في مستشفى دار الشفاء بمدينـة غزة قال ان المستشفى استقبل حالة ولادة غاية في الغرابة، حيث وضعت سيدة فلسطينية طفلاً غير محدد الجنس، وجسده بـدون أطراف، ويعاني تشوهات خلقية في الوجه، وقد ولد الجنين فـي حالة سيئة جداً، ولم يتجاوز وزنه كيلو جراما واحدا، بينما طوله لم يتجاوز 27 سنتيمتراً.
قال المصدر الطبي انه رغم أن هذه حالة استثنائيـة إلا أن حالات تشوه المواليد أصبحت ظاهرة في المجتمع الفلسطيني في ظل الانتفاضة، وهو ما حدث في السابق حين وقعت انتفاضة عام 1987. وذلك التشوه ناجم عن النقص الحاد في التغذية او نتيجة لاستنشاق الأمهات الغازات السامة والمواد الإشعاعية التي تطلقها قوات الاحتلال بين الحين والآخر، عن طريق الطائرات التي لا تكف عن التحليق في سماء المدن والقرى الفلسطينية.
تلك مجرد لقطة واحدة من فصل الخسة في سجل الافتراس الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، واللقطات الأخرى المماثلة تفـوق الحصر، وكلها تدور حول محور واحد مركب من التعذيب والإذلال وسحق الإرادة.
(4)
في الظلمة الحالكة تلمع أشياء من ذلك القبيل الذي يرد الروح إلى القلوب المتعبة والنفوس التي أصبحت عصية على الانكسار. نعم العمليات الاستشهادية تتربع على القمة، حيث تكفكف الدمع وتمسح الحزن وتحيي الأمل، لكن هناك ممارسات أخرى بسيطة تصب في ذات الوعاء. نابلس المحاصرة، التي يسكنها 200 ألف نسمة يصر الإسرائيليون على حصارهم وسجنهم، ومن ثم خنقهم وإذلالهم شهدت محاولات من ذلك القبيل. فبعد إغلاق المدارس او تدميرها، أقام بعض الناشطين مدرسة شعبية في إحدى ساحات المدينة القديمة، أطلقوا عليها (مدرسة شهداء نابلس). في تقرير نشرته صحيفة (القدس) اللندنية حول المشروع ذكرت ما يلي: الأطفال يحضرون مبكراً إلى الساحة ويبدأون بتجهيز المدرسة التي هي عبارة عن صناديق خضار فارغة يضعون فوقها ألواحاً خشبية ويرتبونها بشكل متـواز ويقسمونها إلى أجزاء حسب صفوفهم، ويقفون بانتظام لحين وصول الأستاذ الذي سرعان ما يبدأ بتوزيع الأطفال على مقاعدهم الخشبيـة كل حسب عمره كي تبدأ الجولة الصباحية من التدريس بحيث تليها جولة أخرى في المساء.
التاسعة صباحاً هو موعد الحصة الأولى والتي يبدأ الأطفال بالنشيد وقراءة الفاتحة، ومن ثم يبدأ التدريس على مراحل متعددة بعد أن يقوم بعض المتطوعين من لجان البلدة بتوزيع الأقلام والدفاتر على الأطفال، وتقوم إحدى المؤسسات بتقديم ألواح صغيرة وطباشير يستخدمها الأطفال في الكتابة.
الحضور مكتمل باستثناء مقعد واحد ترك فارغاً.. انه مقعـد الطفل الشهيد عبد الله سمير الشعبي (8 سنوات) الذي سقط فـي مجزرة نابلس مع باقي أفراد عائلته، وفاء له ترك زملاؤه مقعـده فارغاً ووضعوا عليه إكليلا من الزهور.
يحضر الأطفال قبل موعدهم بكثير. تقول أم احمد التي أحضرت أطفالها إلى المدرسة (لقد فرحوا كثيراً عندما أخبرناهم بأنهم ذاهبون للمدرسة. لقد مر اكثر من أسبوع على بداية العام الدراسي والأطفـال لم يذهبوا إلى مدارسهم الحقيقية، هم يدركون جيداً أن السـبب وراء ذلك اسرائيل.. وإذا سألت أصغرهم سيجيبك ان هناك احتلالاً يحـرمه من التوجه لمدرسته وتلقي العلم).
من نماذج الإضاءات أيضاً تلك الفكرة التي تبنتها مؤسسة "كرامة" في نابلس، بدعم من (مؤسسة إنقاذ الطفل) الفلسطينية، واختارت أن تسهم في مساعدة الأطفال الفلسطينيين على تجاوز أثار السجن الإسرائيلي. إذ جندت مجموعة من المتطوعين للترفيه عن الأطفال الذين اصبحوا أسرى للبيوت وضحايا للترويع المستمر. فـي كل المواقع التي تم بها البرنامج (البلدة القديمة - كروم عاشور - رأس العين - الجبل الشمالي - المساكن الشعبية - مخيمات عسكر القديم والجديد - عسكر البلد - قرية بيت ايبا) عقدت 18 ورشة للأطفال اشرف عليها 25 متطوعاً من الناشطين العرب والأجانب. ولإنجاح البرنامج الترفيهي قدم الأهالي بيوتهم لتكون ساحة آمنـة تنظيم تلك الورشات، وشكل الآباء ساتراً لحمايتهم، وقدموا كل ما استطاعوا تقديمه لإنجاح المحاولة وجذب المزيد من الأطفـال المقهورين إليها، وكان ولا يزال شعار البرنامج هو: "نصر أن نحيا".
(5)
إذ يستمر التعذيب والتجويع على ذلك النحو، فان عملية تذويب القضية وإزالة معالم الوطن مستمرة على قدم وساق. وقد جـاء الإعلان الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بانتهاء اتفاقيات وتفاهمات أوسلو وكامب ديفيد وطابا، بمثابة إشهار لتلك العملية. إذ بمقتضـى ذلك الإلغاء فان القضية الفلسطينية لم تعد مرتبطة بشيء، وإنما أصبحت معلقة في الفراغ بانتظار حدوث "شيء ما" في المنطقـة، الأمر الذي لا يستغرب معه أن يشبه رئيس الوزراء الإسرائيلـي شارون المرحلة "بحرب الاستقلال" في سنة 1948.
أن الشعار المرفوع الآن يدعو إلى حل القضية الفلسطينيـة وإيجاد الدولة بشرط واحد هو: تغيير السلطة وخلق سلطة جديدة لا تتعامل بالإرهاب وغير فاسدة، وديمقراطية. وهو ما أدركت منه الفصائل الفلسطينية المختلفة أن المطلب الحقيقي هو عزل حركـة التحرير الوطني الفلسطيني عن أي شكل من أشكال الكيان الفلسطيني المطلوب، الأمر الذي يعني من الناحية العملية انهيار كل الآمال التي عقدت على النضال الفلسطيني طيلة الخمسين سنة الأخيرة. وهو ما يعني أيضاً تذويب السلطة وتذويب حركة التحرير الفلسطيني وإزالة الوطن الفلسطيني من خارطة المنطقة، إلى جانب استمرار القتـل البطيء للفلسطينيين. كل ذلك على مرأى ومسمع من الجميع.
هل يمكن أن يرى المرء صورة بهذا الشكل، ويتركها لكـي يتحدث عن أفغانستان؟