"حذار امامك صدى"، هكذا قلت لنفسي طوال الاسبوع الذي مضى عندما كانت نفسي تتوق الى رحلة استطلاعية حول العالم، فكلما وجهت المؤشر نحو قناة فضائية اخبارية وجدتها تطعنني باحداث 11 من سبتمبر.. غبار الذي صار تحاول ان تدخله في انفي، في رئتي وفي عظامي التي تود تلك الفضائيات ان تتلون به!!
حذار ياقلبي لا تبك فآلامك "صغيرة" فقط امريكا حزنها لابد ان نلبس له الحداد!!
وحذار ليس لك الحرية في أن تتألم بغير ذلك الالم الذي صعق الولايات المتحدة!!
وحذار ليس لك الحرية في أن تتألم لآلام الاخرين الذين تنسف بيوتهم الصغيرة امام اعين اطفالهم ان لم يكن فوق رؤوسهم الصغيرة!!
ليس لك الحق في ان تتألم او ان تفهم لماذا يعاقب الطلبة الذين ليس لهم اي ذنب في ان يحرموا من دراستهم وهو ما فعلته امريكا التي تريد ان يحزن العالم لاحزانها وينسوا احزانهم "الصغيرة" لقد نسيت كل الفضائيات العربية احزانها وبكت مع امريكا!!
فضائياتنا اعجبتها طريقة حائط المبكى الذي تصنعه امريكا فبكت!! معذرة امريكا لا افرح لاحزانك ولكن لدي احزان صغيرة اخرى ربما تكون سببا لانشغالي لقد شغلت باحزان شعب يقتل واناس يموتون جوعا في مناطق نسيتها الفضائيات وهناك حزن صغير آخر يا امريكا لقد نسيت هؤلاء الذين تركتهم في السجون وهم ربما يكونون ابرياء. ونسيت ان هناك ابناء لنا اوقفتهم عن دراستهم ولا يفهمون لماذا؟!
الكل انشغل بأحزانك ولم يتذكروا حصار شعب العراق الذي تأبين الا ضربه ونحمد الله ان هناك اناسا طيبين على الرغم من مشاركتهم لك في احزانك الا انهم قالوا لك: لا.
لا تضربي الشعب البريء حتى لا تزداد الأحزان احزانا معذرة يا امريكا لهذا الضيق ولكنني دائما لا احب الصدى، ودائما احب الصوت الواضح وصوت الفضائيات العربية كان صدى لصوت فضائياتك لذلك ذهبت قليلا لرؤية فضائياتك انت ربما يكون هناك شيء اختلف ولكني وجدت الاصل الذي يراد ترسيخه فعدت لاحزاني الصغيرة اقرأ دفاترها فربما اجد حلا لاحزاني التي تريدين مني نسيانها ولكني لم افعل فهي على الرغم من صغرها في عينيك الا انها اكبر من احزانك!!
