لم يواجه الاعلام السعودي تحديات بهذه القوة والشراسة كما يواجهها الآن وهي تحديات جديدة قديمة لكنها الآن اشد ضراوة وحدة بعد ان استطاعت آلة الاعلام الامريكي التي يتحكم فيها اللوبي الصهيوني ان تستغل احداث الحادي عشر من سبتمبر لتمرير خططها العدوانية ضد المملكة باعتبارها القلعة الحصينة للاسلام والمسلمين.
والمعروف ان العلاقات السعودية الأمريكية علاقات تاريخية تميزت على الدوام بالثقة والاحترام المتبادل ولم يكن الاختلاف في وجهات النظر ليؤثر على هذه العلاقات باعتبار ان المملكة عبر تاريخها الطويل لم تتخل في يوم من الايام عن الثوابت التي قامت على اسسها هذه الدولة كما انها لن تتخلى عن هذه الثوابت في أي ظرف من الظروف وهذا قدرها الذي لامفر منه وهنا يأتي دور اعلامنا السعودي لابراز الوجه الانساني للسياسة الخارجية لبلادنا والمعتمدة على ارث حضاري عميق الجذور راسخ في أعماق الانسان في هذه الأرض الطيبة واذا كان اعلامنا موجها الينا فقد آن الأوان لان يتوجه للاخر دون ان يتخلى عن توجهه الداخلي للمساهمة في بناء المواطن الصالح وفق الاهداف التي حققتها السياسة الاعلامية للمملكة.
ولان اختراق الاعلام في الولايات المتحدة ليس بالأمر الصعب فان مجال الاستثمار الاعلامي هناك سيحقق على المدى البعيد نتائج مذهلة والمكاسب المترتبة على ذلك لاتحد بالنسبة لخدمة قضايانا الوطنية والعربية والاسلامية خاصة مع وجود هذه الأصوات المنصفة في الولايات المتحدة والتي تجأر بالشكوى من تسلط الاعلام الصهيوني وسيطرته على الساحة ومحاولاته المستمرة لحجب الحقائق وتضليل الرأي العام وهي أصوات يحسب لها الاعلام الغربي الصهيوني ألف حساب.
