أخبار متعلقة
أصعب مايمر على الانسان ان يرى اولاده ضحايا المرض.. وتزداد الصعوبة حينما تكون الاصابة في العقل والادراك.. هذه مأساة مواطن مع ثلاثة من اولاده مصابين بتخلف عقلي يعيش معهم يشاهد هذه المأساة كل لحظة يتلمس فيها عذاباتهم ومعاناتهم التي لاتنتهي.. "حسن محسن وشيلي" الذي يعمل حارس مدرسة ابتدائية في الثقبة يتحدث عن معاناته المستمرة منذ سنتين فيقول: ابني منصور 28 سنة يعاني تخلفا عقليا ويسبب لنا مشاكل داخل وخارج المنزل.
ويضيف: اكتشفت حالة ابني منذ ان كان عمره ثمانية اشهر وحيث انني كنت اسكن في قرية بيش بمنطقة جيزان فلم اتمكن من عرضه على الاطباء المتخصصين وذلك لبعد المسافة ولانني لا املك حتى قيمة المواصلات وعندما انتقلنا الى المنطقة الشرقية بعد عشر سنوات عشنا خلالها معاناة لايمكن وصفها، قمنا بعرضه على مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الذي بدوره حولنا الى مستشفى الدمام المركزي حيث تم ادخاله هناك لمدة شهر، بعدها أعيد الى مستشفى الملك فهد التعليمي لعدم وجود استجابة لحالته الصحية وتم اخراجه من المستشفى ولم تنفع محاولاتنا إبقاءه او تحويله لمستشفى آخر.
وتكررت المشاكل التي يسببها مع مركز الشرطة التي تبلغنا دائما عما يسببه من ازعاج لهم جراء تصرفاته التي لايعي منها شيئا فقد كان يهيم على وجهه في الشوارع ليل نهار دون ان نستطيع عمل اي شيء له حتى تم تحويله من قبل الشرطة الى مستشفى الملك فهد التعليمي وتم اخراجه.. ومن كثرة ما عانيناه اضطررنا مرغمين إلى ربطه بسلسلة حتى اريح الناس من مضايقاته التي كثرت وبعد مراجعة المسؤولين بالشرقية جاء توجيه لتحويله الى مستشفى الطائف ولكن تم تحويله الى مستشفى الدمام المركزي وقد انتظرنا ستة اشهر حتى عقدت اللجنة التي نظرت في حالته حيث تم رفع اوراقه الى الوزارة في الرياض وجاء الرد بتحويله الى مستشفى الطائف ولكن تم تحويله دون ان نعلم السبب الى مستشفى الصحة النفسية بالدمام وفي مقابلتنا لمدير المستشفى اخبرنا انه علينا الانتظار لمدة قد تصل الى ثلاث او اربع سنوات حتى يتم ايجاد مكان له، وبعد مراجعة الوزارة من جديد تمت احالتنا الى مستشفى نجران والذي افاد انه لايمكن استقبال حالته ابدا لانه عدواني وانه كبير في السن وطلب مني ان اعالجه بنفسي.
هذه المعاناة التي يتحملها اب لديه ثلاثة اولاد (ابنان وبنت) وحالتهم الصحية لايمكن وصفها والابن والبنت الأخريان يعانيان نفس المشكلة لكنهما اقل ضررا واصغر سنا بحاجة الى مساعدة من القلوب الرحيمة والايادي البيضاء ومن المسؤولين لادخاله أحد المستشفيات حيث يلقى العلاج والرعاية التي تحفظ له حياة كريمة وهادثة بعيدا عن المعاناة التي يعيشها هؤلاء الابناء.