لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة المواطن تلك الحقائب الوزارية التي تولاها الدكتور غازي القصيبي والتي كانت له فيها صولات وجولات استطاع هذا الرجل من خلال تلك الحقائب أن ينجز ما حددته القيادة الرشيدة لخدمة المواطن والوطن، واليوم يتولى معالي الدكتور غازي حقيبة جديدة هي حقيبة وزارة المياه، وهذه الوزارة أحدث وزارة في المملكة وعندما فكرت الدولة في احداثها فلأنها تدرك تماما أهمية الوزارة، ولا شك في أن المياه في حياة البشر ثروة غالية لا بد من إدارة سياستها بحكمة وفطنة وذكاء.. وتلك عوامل متوافرة في عقلية الدكتور غازي منذ أن عرفناه من قبل وزيرا لوزارتين.
قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله الشريف: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فثروة المياه كما نعلم سواء في المملكة أو غيرها من دول العالم هي (ثروة ناضبة) أو هي آيلة للنضوب لاسيما في الدول التي لا تقع على أنهار ومحيطات جارية مثل بلادنا.. بل يقال لأهمية هذه الثروة ان الحروب العالمية القادمة إن حدثت بين كبريات الدول فستكون لها (طبيعة مائية) إن صح التعبير.
إن إدارة (السياسة المائية) إن صح القول في هذه البلاد تتطلب مرونة وحكمة وإتقانا لكيفية إدارة ثروة المياه والمحافظة عليها من النضوب، وإيجاد الوسائل الكفيلة بتنميتها وتطوير مصادرها وتلك عمليات حساسة وشاقة نتمنى أن يقوم بها الدكتور غازي على أكمل وجه.
وعندما نتحدث عن المياه ومشاكلها فإننا ندرك ما تعيشه دول العالم قاطبة من أزمات عاصفة بفعل قلة المياه وندرتها فيها.. وإذا علمنا ان هذه الثروة وهي مصدر حياة البشر ومصدر حياة سائر الكائنات على هذا الكوكب أدركنا تماما أهميتها في حياة أجيالنا القادمة التي لا بد أن نوفر لها هذه الثروة إذا أردنا ضمان حياتها في رفاهية ورغد وبحبوبة من العيش.
إن العالم بأسره يكاد يجأر بالشكوى من ندرة هذه الثروة وتجأر شعوب أخرى من مخاوف وهواجس تنتابها من قلة هذه الثروة ونضوبها في المستقبل القريب.. وهذا يعني أن بلادنا والأمطار فيها قليلة والآبار غير متوافرة بالأعداد المطلوبة والأنهار معدومة ومصادر هذه الثروة تكاد تكون غير متوافرة بالشكل المطلوب، بلادنا عليها في هذه الحالة أن تفكر في مصادر بديلة توفر لها هذه الثروة على الآماد المستقبلية وفي الحاضر أيضا.
إنني أظن أن بالإمكان إدارة (السياسة المائية) بحكمة واتزان واعتقد أن في حقيبة (أبو يارا) من الأفكار والخطط ما سوف يرقى بهذه السياسة ويطورها إلى الأفضل (بإذن الله).
@@ الشيخ اللحيدان
قال لي: أحاول في أيام الجمع دائما أن أؤدي الصلاة خلف الشيخ عبدالله بن محمد بن سليمان اللحيدان إمام مسجد الراكة بالدمام.. ومازلت ألمس في كل صلاة أن فضيلته يتعمد إثارة القضايا الآنية التي تهم المسلمين في حاضرهم، وفي خطبة الجمعة الفائتة أثار مسائل حيوية تتعلق بالتعليم في المملكة عطفا على الكلمة الضافية التي ارتجلها سمو نائب خادم الحرمين الشريفين أثناء استقباله رجالات التعليم مؤخرا، وكذلك إشارة فضيلته للأوضاع الحرجة التي تعيشها الأمة الإسلامية في ضوء التوجه العالمي لمكافحة الإرهاب وتلك مسائل تهم حياة المسلمين في الوقت الحاضر، وقد لاحظت أن فضيلته في كل خطبة جمعة يثير العديد من المسائل والقضايا التي تتعلق بهموم المسلمين وهواجسهم وهذا هو التوجه الصحيح الذي أرجو أن يهتم به الخطباء في مساجد المملكة فلا بد من توعية المسلمين وإشعارهم بالأخطار التي تحدق بهم، ومعالجة شؤونهم وشجونهم الحاضرة بروح إسلامية صرفة، فتعاليم عقيدتنا الخالدة صالحة لكل زمان ومكان.. ولابد من تسخيرها لخدمة قضايا المسلمين في كل عصر.
@@ تذكر
تذكر - يا سيدي - ان الصديق المزيف كالظل يمشي وراءك عندما تكون في الشمس ويختفي عندما تكون في الظلام.. وتذكر - أيضا- ان الصديق من ينسى ما يعطيك.. ويذكر ما يأخذ منك.. وكفى.
@@ الورقة الأخيرة
العاقل يخجل من عيوبه وعليه - أيضا- أن لا يخجل من إصلاحها.