لا ينكر أحد النظرية القائلة ان الجمال صار صناعة مربحة تدر الملايين لجميع من يعمل في صناعتها.. وان المظهر الجسدي والشكلي هو عامل تمييز وتفريق حتى ولو ان احدا لم يقل ذلك.. فمن منكم ياسادة ياكرام لا ينفعل او يتفاعل أمام الوجه الحسن.. والقوام الفتان؟ ومن من الرجال الكرام لا ينظر الى تلك المرأة الجميلة بإعجاب خارق ويتمنى لو يعرف اسم وعنوان وهاتف والدها ليسرع اليه طالبا يدها الكريمة اذا لم تكن متزوجة بالطبع.. وتحدث الكثيرون والكثيرات عن تأثير الجمال وقالوا ان المرأة الذكية قد تكسب عند الرجل.. إلا ان المرأة الجميلة تكسب بسرعة أكثر.. خصوصا اذا اقترن الجمال بالفعل ولذلك قامت مؤسسات تراهن على صناعة منتوجات التجميل وافتتحت تقريبا جميع المستشفيات عيادات تجميلية للنساء والرجال وبالأخص أولئك الذين دخلوا خريف العمر ويحاولون قدر استطاعتهم إعادة عقارب الساعة الى الوراء.. لاعادة الشيخ الى الصبا.. وقد قامت هذه المؤسسات وتعاظمت ووضعت ارقاما كبيرة تتقاضاها ثمناً لتجميل المرأة والرجل.. وقد أصبح البريق هو القضية بالنسبة للذين يحبون ان يكونوا من أهل الوسامة وللذين ينظرون باعجاب شديد الى هذه الوسامة التي تفعل فيهم وتحفر في عقولهم وتغير قناعتهم. وان الجمال يعزز ويشحذ ظاهرة السلطة.. فإن لامرأة جميلة سلطة عليك لا تملكها المرأة غير الجميلة او الرجل وان سلطة الجمال تتعاظم في العالم.
ومن هذه القاعدة انطلق الأغنياء من الجنسين يبحثون عن غطاء شامل لعوراتهم وقباحتهم وتشوهاتهم.. بعمليات تجميلية.. كالشد وتغيير الأنف والأسنان ولون الجلد وقصر الرجلين او طولهما والأذن وتغيير الشعر ليناسب الحذاء والشنطة والأظافر .
والجمال أصبح بضاعة مربحة بين نجوم التلفاز والمضيفات والعاملات في الفنادق وعارضات الأزياء وسائقات الليموزين.. ومؤسسات الجمال والتجميل يتعاظم دخلها وتقوم منافسة فيما بينها حتى ان آخر شركة عالمية نشرت اعلانا عن امرأة وضعت صورتين لها وقالت: هكذا كانت قبيحة.. وهكذا أصبحت ملكة جمال.. والمدة ثمانية أيام فقط على استخدام مستحضراتنا التجميلية.. ولن أعلق على هذه الصناعة الزائفة إلا بقول جدتي حينما سافرت الى البحرين لأول مرة وأكلت حلاوة جديدة يطلق عليها في البحرين شعر البنات.. وحينما عادت جدتي الى السعودية أخبرت صديقاتها بالقول.. ياسلام ياجدعان.. أهل البحرين ما خلوا شيئا حتى شعر البنات صنعوه.. حكم.
مسك الكلام:
قال لقمان الحكيم: نقلت الصخر، وحملت الحديد، فلم أر شيئا أثقل من الدين، وأكلت الطيبات، وذقت المسرات، فلم أر ألذ من العافية والقناعة.