DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

أفكار صحفية

أفكار صحفية

أفكار صحفية
أخبار متعلقة
 
ظلت المكتبات الخاصة والى عهد قريب، تحظى بعناية فائقة من الباحثين عن المعرفة، والساعين وراء الاستزادة من العلم، والحريصين على الثقافة الذاتية المتنوعة. فكانت تلك المكتبات الخاصة كنزا من كنوز المعرفة والعلم والثقافة، وقل ان تخلو من الكتب النادرة والمخطوطات الفريدة، لذا كانت العناية بها كبيرة والاهتمام بها واضحا لانها المصدر الوحيد للمعارف والعلوم والآداب والفنون. وعندما تعددت وسائل المعرفة، أصبحت العناية بالمكتبات الخاصة أقل مما كانت عليه في السابق، وأصبح الاهتمام بها شكليا الى ان اعتبرها كثيرون شيئا مكملا لديكور المنزل.. الى ان نتج عن تعدد وسائل التوصيل المعرفي حدا قل فيه الاقبال على الكتاب، وقلت القراءة التي لم تعد تستهوي الكثيرين، مع ما يتمتع به الكتاب من ميزات لا تتوافر لوسائل المعرفة الأخرى. ومهما بلغت كفاءة هذه الوسائل، ومهما وصلت اليه من تقنية متطورة، فان الكتاب سيظل محتفظا بقيمته لدى من يقدرون هذه القيمة وان قل عددهم. ومن أهم ميزات وفوائد المكتبات الخاصة أي المنزلية، تعويد أبناء الأسرة على القراءة وهي عادة محببة بدأت تتقهقر، فاذا اكتسبها الأبناء منذ الصغر نمت معهم حتى الكبر، وان تعددت وسائل المعرفة، وكثرت اغراءاتها. ثم ان هذه الكتب تيسر الوصول للمعلومة وتداولها بين أفراد الأسرة، وبذلك تساعد على إشاعة المعرفة بين الجميع، وقد تنمي المواهب الأدبية التي تظهر بداياتها لدى بعض الأبناء، فاذا لم تتوافر لها الروافد المطلوبة والأجواء المناسبة، ربما يكون مصيرها الزوال، بعد ان ظلت مقبورة في عالم الاهمال. ومع ان شعوبا كثيرة متقدمة تتوافر لديها وسائل أكثر تطورا لتوصيل المعلومة.. إلا ان تلك الشعوب حافظت على عادة القراءة لانها حافظت على وجود المكتبة المنزلية.. فلا غرابة في ان يكون الكتاب او الجريدة رفيقة لكل إنسان في تلك الشعوب التي تقرأ في الحافلة او القطار او المقهى او الأماكن العامة التي تتيح القراءة. وهذه الظاهرة دليل على وعي لا يمكن انكاره.. وعي يحقق للانسان قيمة معنوية تساعده على فهم الحياة والناس، وتقربه أكثر من فهم المجال الذي يهوى القراءة فيه. والشعوب التي لا تقرأ هي تلك الشعوب التي تستهين بالكثير من القيم والمعارف والمبادىء التي يمكن ان تؤصلها القراءة في وجدان الأفراد والجماعات. والمكتبة المنزلية ليست شيئا مكملا للديكور كما يعتقد بعض الناس ولكنها ضرورة ملحة لمن يريد ان يعرف ما يجري حوله.