نشأ الملك عبد العزيز نشأة ليس ككل أقرانه فلم يعرف منذ طفولته راحة الصبيان فلقد كان دائم الحركة والعمل دائم التفكير وضع نصب عينيه هدفا تجهز له وتزود له منذ صباه . تربى تربية القرآن الكريم وكانت كل خطواته خطوات القائد فلم يكن صبيا قط رغم صغر سنه، فلقد تعلم الرماية وركوب الخيل فأتقنهما ، تعلم كيف يتحمل الصعاب وعيشة الصحراء . كان يتجهز لمسئولية وأمنية كبيرة وكان جل حلمه تحقيقها الا وهي اعادة ملك آبائه وأجداده وكانت الرياض معشوقته التي طال الزمان عنها فلقد تشوق للقاء ما بعد فراق وكانت وطنيته لا تعادلها وطنية وحبه للرياض لا يعادله حب جاء في كتاب خير الدين الزركلي على لسان خالد الفرج أن الشيخ عيسى بن علي ال خليفة حاكم البحرين كان يلاطف الفتى ( عبد العزيز:
فسأله قطر أحسن ام البحرين ؟ فأجابه عبد العزيز على الفور: الرياض: احسن منهما فقال" سيكون لهذا الغلام شأن.
ان الأسطورة التي تحققت على يد الملك عبد العزيز رحمه الله في توحيد هذه المملكة المترامية الأطراف ما كانت لتتحقق لولا ايمانه بالله عز وجل وثقته بخالقه جلت قدرته ثم بما يتمتع به أسد الجزيرة من ذكاء فطري قد منحه الله عز وجل ،وقد وظفه في إدارة زملائه وأعوانه ووضع الخطط الحربية لينتصر على أعدائه ويحقق آماله وأحلامه ان طيبته وأريحيته وحبه للاخرين وحبه لدينه والتمسك به لهو المفتاح الذي به فتح قلوب مئات بل آلاف من الذين انضموا اليه وصنعوا بفضل الله عز وجل تلك الملحمة العظيمة بعد القضاء على الفرقة والفتن التي كان لإخمادها السبب وراء توحيد هذه المملكة الكبيرة.
أن ما يتمتع به رحمه الله من الحكمة والعدل هو الحجاب الذي رد عنه كيد الحاقدين وخطط الحاسدين بتوفيق الله عز وجل حتى شهد له القريب والبعيد والعدو والحبيب بحسن الإدارة والحكمة والدراية.
قال الرئيس الأمريكي (روزفلت) عن الملك عبد العزيز.
( يمتلك لب كل زائر عليه من الخارج ويمنحه صبرا لا ينفد وحبا للاستطلاع لا حد له وله براعة نادرة في ان يجعلك تشعر بانك فرد من أسرته القريبة)
اما رئيس وزراء بريطانيا ( السير تشرتشل) فقال معجبا بشخصية صقر الجزيرة ( كنت شديد الرغبة في أن اجتمع بالملك عبد العزيز ، ذلك الرجل الذي لمع اكثر مما لمع في أحلك الأيام وأشد ساعات الأخطار الساحقة)
اما برت فيش ـ الوزير المفوض ـ فقال يصف الملك عبد العزيز
( الملك ابن سعود عبقري قوي الارادة . شديد الذكاء يشعر الجالس معه بسمو شخصيته المتجلية وقامته المديدة ووجهه الأسمر ، الذي ارتسمت على قسماته تجارب السنين وصوته المملوء بالثقة والقوة ، وعينيه الناطقتين بالذكاء ودلائل العزم)
وجاء في كتاب عبد المنعم الغلامي" الملك الراشد " ان المستر سراين المستشرق الأمريكي قال عندما تحدث عن البلاد العربية ان ابن سعود اقدر زعيم في العالم الإسلامي من عهد محمد)
وجاء في كتاب للكابتن رمتسترنغ الضابط الإنجليزي عن صقر الجزيرة.
(ان ابن سعود رجل قوي له كف من حديد ،ولكنه عادل يحكم شعبه بقوة شخصيته ورجولته)
كما ذكر الرحالة الكبير (كينيث وليمز ) في كتابه ( ابن سعود) عن صقر الجزيرة.
( ابن سعود ذو قلب كبير وخلق طاهر نقي ، يسود ولا يظلم ويحكم ولا يخاف غير الله ، ويكره ولا يخاتل ويحب ولا يتملق)
اما الاستاذ امين الريحاني في كتابه( ملوك العرب) فقال..
ان في الرجل (يقصد الملك عبد العزيز رحمه الله) ضميرا حيا كحلمه وسرعة خاطره تقارن في التيقظ في ذهنه يبدد بكلمه غيوم الانقباض في مجلسه ، ويجلوا أفقا ، خفيف الروح ، حلو النكتة، لطيف التهكم).
وكان في تسامحه - رحمه الله - وحلمه موضع اعجاب الآخرين حيث جاء في كتاب ( عبد العزيز الذي أحبه شعبه) بقلم د. صالح سعد الشبيب: كانت حالة المؤسس مع اتباعه قائمة على الحلم والصفح والعفو حتى أصبح الحلم صفة ظاهرة له. فقد كان كما وصفه المؤرخون والمفكرون متجردا من الرغبة في الثأر والانتقام حتى من ألد أعدائه.
وجاء في نفس الكتاب على لسان تشارلز كرين قوله:
( انه رجل حليم .. يعتمد في معاملته على الحلم وما تبعه من صفات فبالحلم والأخلاق كان يدير شئون بلاده وكانت هذه الصفات نهجه مع أبناء شعبه).
كان رجلا كبير القلب والنفس والوجدان عربيا مسلما بطلا تجسدت فيه فضائل العربي المسلم قد ملأ قلبه إيمانه بربه عز وجل فكانت الشريعة هي أسلوب حياته والقرآن هوالنور الذي يهتدي به في طريقه ودستوره الذي يجمع به شعبه.
ذلك غيض من فيض فآلاف الشواهد والأقوال والآراء عن( صقر الجزيرة) ) من احبائه ومعاونيه ومن أفراد شعبه محبيه ومن أغراب واجانب اجمعوا على عظمة تلك الملحمة التي تحققت لتأسيس هذه المملكة بفضل الله عز وجل حتى حقق مبتغاه فرحمة الله عليك يا اسد الجزيرة رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وسيظل أبناؤك ابناء شعبك يذكرونك الى يوم الدين.
مدير مؤسسة النقد العربي السعودي/ الدمام *