DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ثوابت دولة

ثوابت دولة

ثوابت دولة
أخبار متعلقة
 
تحتفل الدول والشعوب سنويا بايامها الوطنية والمملكة كجزء من هذا العالم الصغير كان ولابد لها ان تتوقف عند هذا اليوم ليس للذكرى فقط ولكن للاستفادة من العبر والدروس والمواقف والازمات التي مرت بها هذه السفينة الشامخة تصارع الامواج وتنتصر عليها وتستمر في الابحار من بر الى آخر بامان والحمد لله. مستمدة قوتها من الثوابت الرئيسية التي قامت عليها الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي اقام اول وحدة عربية حقيقية في العصر الحديث ووضع الاسس ليقتدى بها والتي قامت على ان الاسلام دين شريعة ومنهاج لهذا البلد لابديل له وان العروبة هي لغتنا وامتنا وبيتنا الكبير كما ان المملكة جزء من العالم بينها وبينه علاقات تقوم على الود والمصالح المشتركة وان المملكة تحترم الآخرين ولاتتدخل في شئونهم كما انها لاتقبل بان يتدخل في شئونها. هذه الثوابت لسياسة المملكة شواهد وحقائق تطبيقها سردها التاريخ فلم تحد عنها ابدا الا انه وفي مثل هذه الظروف التي نعيشها وتعيشها امتنا العربية والاسلامية والعالم اجمع يجدر بنا التطرق لبعض المواقف والقضايا. 1ـ قضية فلسطين بدءا بلقاء الملك عبدالعزيز مع الرئيس الامريكي روز فلت قبل نهاية الحرب العالمية الثانية عندما ابلغه روز فلت برغبة الحلفاء اقامة دولة لليهود في فلسطين وموقف الملك عبدالعزيز الرافض تماما ورده بانه اذا كانت المانيا النازية ظلمت اليهود فالمفترض ان يعطوا ارضا في المانيا وليس في فلسطين. 2 ـ السياسة تجاه القوى العظمى في العالم بدءا بالدولة العثمانية ومرورا بفترة الاستعمار والحروب العالمية ثم الحرب الباردة وبروز اهمية النفط فالملك عبدالعزيز كان يعي تماما قدراته ويتعامل مع القوى العظمى وفق مبادئ اساسها الاحترام المتبادل وتحقيق مصالح بلده كاملة وتجنيب شعبة ويلات الحرب قدر الامكان وعدم الدخول في مغامرات غير محسوبة غالبا ما تكون نتائجها سلبية لاتحقق الهدف منها وربما تخلق واقعا جديدا اسوأ من الذي قبله فهو لم يواجه الدولة العثمانية الاقوى منه بكثير رغم معرفته بمحاولاتها المستمرة لتقوض حكمه وتعامل بصبر وحكمه مع استعراض العضلات السياسي العسكري للاستعمار آنذاك على طول حدوده وعرف كيف يستعين بالبريطانيين لمواجهة الاطماع العثمانية وبالامريكان لمواجهة الاطماع البريطانية دون المساس ببلده وامنها وشعبه ورخائه وهو النهج الذي استمر عليه ابناؤه فبالامس اضطرت المملكة للاستعانة باشقائها واصدقائها بما فيهم الولايات المتحدة لردع العدوان العراقي وتحرير الكويت وهذا التصرف الذكي من الحكومة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد جنب هذا البلد وشعبه حربا ضروسا ربما كانت نتائجها مدمرة ـ لاسمح الله ـ وقرار الاستعانة بالقوات ليس تقديرا دقيقا لموازين القوى وكيفية التعامل معها فحسب بل هو الاختيار الامثل لامن وسلامة المملكة وشعبها، وقد خرجت تلك القوات بعد نهاية الحرب والتي يقدر عددها بنصف مليون ولم يتبق سوى عدد محدود جدا من طائرات المراقبة والمواقف الاخرى عند قيام دولة اسرائيل في مؤتمر القمة العربي عندما نقل الامير فيصل رسالة الملك عبدالعزيز للقمة بانه يرى ان افضل طريقة لمواجهة الموقف هي في مساعدة الفلسطينيين بالسلاح والرجال وليس باعلان الدول العربية الحرب ونزع سلاح الفلسطينيين مثلما حدث وهو ما لم تأخذ به القمة ورغم ذلك التزمت المملكة بقرار القمة وهذا الموقف دليل ذكاء وبعد نظر للملك عبدالعزيز لان الفلسطينيين يفوقون الاسرائيليين عددا في ذلك الوقت اضعافا كثيرة ولان اعلان الحرب من الدول العربية سيوفر تعاطفا عالميا وبالتالي دعما للاسرائيليين، وفي القضية الفلسطينية تتطرق لموقف حديث لايقل اهمية وهو مبادرة سيدي الامير عبدالله الذي قدم نموذجا كاملا لما يجب ان يكون عليه السلام الشامل والعادل وقام على اسس ثلاثة مهمة لكل مواطن عربي. أ ـ فهو لم يفرط باي من المطالب العربية ويحقق انسحابا من جميع الاراضي المحتلة عام 67م وهو ما يطالب به اصحاب الحق سواء السلطة الفلسطينية او سوريا ولبنان ويضمن حق العودة للاجئين. ب ـ ان السلام شامل لجميع المسارات دون الفصل بينها وبالتالي لاتقوم اسرائيل بالاستفراد بطرف عربي وتوقيع اتفاقية منفرده لمسار من المسارات واهمال الآخر. ج ـ انه قدم تحقيق السلام والانسحاب من الاراضي العربية كشرط سابق لتطبيق العلاقات مع اسرائيل وليس العكس كما يحدث الآن مع كثير من الدول العربية والاسلامية حيث تقيم اكثر من ثلث الدول العربية واكثر من ثلثي الدول الاسلامية علاقات مع اسرائيل ولو التزمت الدول العربية والاسلامية بالمبادرة التي وافقت جميعها عليها فهذا يعني قطعا او تجميدا لعلاقاتها مع اسرائيل تطبيقا لاتفاقية صفوان وقرارات مجلس الامن الدولي وستغادرـ باذن الله ـ حين انتهاء سبب وجودها مثلما غادر النصف مليون جندي وليس كما يدعي البعض. 3 ـ ان سياسة المملكة تقوم على الصدق والالتزام في القول والعمل وليس على الشعارات التي تسعى لكسب العواطف دون تحقيق نتائج وهذا ما جعل ثقة الدول في هذا البلد وقيادته كبيرة جدا ونقيس على ذلك قليلا من مواقف كثيرة جدا يصعب حصرها فالمملكة ساهمت وشاركت في جميع الحروب ضد اسرائيل بالرجال والسلاح والمال وكانت المساهم الرئيسي في وقت العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 82م وفك الحصار عن بيروت بالاضافة الى الدور المعروف في انهاء الحرب الاهلية اللبنانية وعودة الوفاق اللبناني من خلال مؤتمر واتفاق الطائف وساهمت في انهاء مشكلة لوكربي ورفع الحصار عن ليبيا كما انها المساهم والداعم الاكبر سياسيا وماليا وفي جميع المجالات للشعب الفلسطيني المناضل بل انها ربما تكون الدولة الوحيدة التي تقدم للقضية الفلسطينية اكثر مما تلتزم وتعلن عنه والمواقف الموثقة والارقام المدونة لدى السلطة الفلسطينية على وجه الخصوص ولدى الدول والمنظمات ذات العلاقة بالصراع العربي الاسرائيلي خير برهان على مصداقية المملكة والتزامها بل ان نسبة مساعدات المملكة الخارجية خلال العشرين سنة الماضية تعادل 4% من ناتجها القومي وهي الاضخم على مستوى العالم ودليل تأكيد على مدى اهتمام هذا البلد واهله بامتيه العربية والاسلامية، وليس بخاف على كل منصف ان ماتعرضت له ومازالت تتعرض له المملكة من حملات اعلامية مغرضه ماهو الا نتاج لمواقفها الثابتة تجاه قضايا الامتين العربية والاسلامية هذا قليل من كثير من المواقف التي تؤكد عظمة هذا البلد واهله وثبات قيادته وشعبه على اسس وسياسة واضحة نسأل الله لها الاستمرار على الحق والفضيلة والامن والاستقرار وزيادة في الخير والنمو الرخاء والعطاء. مدير عام الشؤون الادارية والمالية والادارة العامة للتفتيش والمتابعة بوزارة الخارجية