اكد حاكم مصرف سوريا المركزي محمد كبارة ان سعر الصرف الخارجي لليرة السورية مقابل الدولار سيشهد الايام القليلة المقبلة تحسنا كبيرا يتجاوز التوقعات وأوهام المشككين بمتانة النقد الوطني. وقال كبارة في حديث نشرته صحيفة "البعث" امس ان ما تشهده الاسواق في الاسابيع الاخيرة من طلب غير عادي لشراء الدولار الامريكي لا يعدو كونه ظاهرة مؤقتة ترافقت مع حملة الاشاعات المغرضة استغلها بعض المضاربين من السوق غير النظامية وادت إلى ارتفاع مصطنع ومؤقت في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار. وتابع كبارة ان عملية الاصلاح النقدي الشامل والتي يحتل فيها سعر الصرف الخارجي لليرة السورية مكانة رئيسية ستؤدي الى التوصل الى سعر صرف خارجي موحد قوي وقائم على مقومات تكفل له الثبات والاستقرار المستمر مشيرا الى ان ظاهرة التضخم النقدي التي مرت بها البلاد خلال العقد الماضي قد ولت ولن تعود. ومضى يقول لقد تم خلال السنوات الاخيرة بناء احتياطات كبيرة من القطع الاجنبي تكفي لمواجهة كل امر طارىء وان القانون الجديد الذي صدر في شهر مارس الماضي نص على وجوب ان تكون نسبة الذهب والعملات الاجنبية القابلة للتحويل الموضوعة في تغطية النقد السوري لا تقل عن 40 بالمئة في حين ان القانون القديم سمح بنسبة 10 بالمائة.
واكد ان موجودات سوريا حاليا من العملات الاجنبية هي اكبر بكثير مما نص عليه القانون الجديد وان نسبة التغطية للنقد السوري هي حاليا من اعلى النسب المعتمدة عالميا في الوقت الذي تقوم فيه سوريا بمواجهة جميع التزامات الدفع الخارجية بمواعيدها المحددة اضافة إلى ان البلاد سددت معظم المديونيات الخارجية القديمة. واشار كبارة الى ان المصرف التجاري السوري يقوم منذ ايام بتوسيع تمويل العديد من العمليات الخارجية منها تكليف المصرف بيع القطع الاجنبي اللازم لمن يرغب من الصناعيين لتمويل مستورداتهم من المواد الاولية وتلبية حاجات المواطنين العاديين.