الهم يفترس الجمال، ويقتل البشاشة ويغتال الوسامة وهو في وجه المرأة افعل منه في وجه الرجل، فلتحذر منه كل امرأة شابة، الهم رسول الزمن التنفيذي لرسم التجاعيد على وجه الانسان الهم لا يخلو منه احد من الناس.
فلكل همومه حتى الصغار "الاطفال" الجهال لهم همومهم ولكن من الناس من همه ايجابي يسمو به ويرتفع ومنهم من همه سلبي ينحدر به الى دركات الضيق وظلمات الكآبة.
وهذا الاخير خطير.. لانه يأتي بتوابع مرضية مزعجة كالقرحة والقلب والارهاب المزمن وآلام الظهر.. الغريب ان "الهم" مرض نفسي وحاولت ان ازداد علما به من خلال تعريف نفسي له. فراجعت "معجم علم النفس والتحليل النفسي" فلم اجد له اسما او تعريفا.
وراجعت مايسمى "موسوعة الطب النفسي" فلم تكن احسن حالا من المعجم.
وتحيرت في امري وعرجت على المعاجم اللغوية فوجدت ضالتي، وملخص تعريف "الهم" فيها ان الهم هو العزم على القيام بشيء دون فعله وهو النية والارادة وهو اي (الهم) القلق على ما سيأتي ويأتي المعجم اللغوي بمثال في جملة فيقول هم السقم جسمه اي اذهب شحمه ولحمه واضناه.
ومن قول العرب في ذلك وما اصدقهم: همت السوسة الحب اي اكلت لبابه وهمت الشمس الثلج اي اذابته. ولي مع هذه التعريفات اللغوية التي اختلف لفظها واتحد معناها وقفة قصيرة.
عزيزي القارئ
تأمل معي هذه الامثلة الثلاثة التي وردت في لسان العرب:
هم السقم جسمه.. اي اذاب شحمه ولحمه.
همت السوسة الحب اي اكلت لبابه.
همت الشمس الثلج اي اذابته.
ارأيت ماذا يفعل الهم بالانسان والنبات والجماد انه يجعله يتلاشى هذا هو الهم السلبي الماحق فهل الهم من زبائنك؟ يأخذ منك بلا عوض؟!
ام انت من زبائنه تأخذ منه مايضرك وتفتح له قلبك ونفسك ليعيث فيهما فسادا وتفتيتا؟!
ان الهم السلبي يجعل على عيني الانسان نظارة سوداء قاتمة لا ينفذ خلالها ضوء التفاؤل ولا يخترقها نور الامل وما اضيق العيش لولا فسحة الامل.. واخطر اعراض الهم وامراضه شيئان هما: اضعاف ونفي عاطفة الحب في الانسان واضعاف جهاز المناعة في جسم الانسان... فالهم هو الخوف من المستقبل بشكل يتدخل الوهم فيه بنسبة كبيرة.. فالوهم يضخم المخاوف مما يأتي بالقلق والكآبة والحزن الثقيل فيشل بذلك اغلب اجهزة الجسم او يقلل من كفاءتها العملية.
ولقد قال الطب النفسي كلمته في علاج ذلك.
والعلاجات جاءت على نوعين: جسمي ونفسي ولان مساحة الزاوية لا تكفي كن معي عزيزي القارئ في الحلقة القادمة لنضع ايدينا على العلاج.
