في مستهل الحديث وقبل كل شيء اود ان اهنئ المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة السعيدة وان الشعب الايراني يتذكر الحرمين الشريفين والمعنوية وقداسة هذه البقعة المباركة والطيبة بمجرد التحدث عن المملكة العربية السعودية.
كما انني بصفتي شخصا ايرانيا كنت ومازلت انظر الى هذه البقعة الطيبة نظرة احترام وتقدير ولايمكن تجاهل قداسة هذه الارض الطيبة اطلاقا منذ ان بدأت مهمتي سفيرا للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة وان مشاهدتي للتطورات والتقدم الملحوظ في هذه المملكة كانت كلها مصدر اشادة بها.
طبعا انني قبل ان يتم تعييني بصفة سفير بلادنا في المملكة كنت اتولى مديرية شؤون دول المنطقة بوزارة الخارجية وكانت عندي معرفة ومعلومات كثيرة عن المملكة العربية السعودية الشقيقة وبعد تواجدي في المملكة ومشاهدتي عن كثب، المنجزات والمكاسب والجهود الجبارة التي تبذلها القيادة الحكيمة والشعب النبيل للمملكة العربية السعودية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، زادت من اعتزازي بها اكثر من ذي قبل ولانه هناك بلد اسلامي احرز هذا التقدم الملحوظ في شتى المجالات وذلك لايمانه بالله سبحانه وتعالى وعلى ضوء حكمة قيادته حيث انه استطاع الحصول على هذه النجاحات الكبيرة وانني اؤمن تماما بان اية خطوة يخطوها اي بلد اسلامي مثل المملكة العربية السعودية الشقيقة تجاه الاكتفاء الذاتي والرفع من قدراتها لاتصب في مصلحة ذلك البلد فحسب، بل انما تنفع وتفيد الامة الاسلامية باسرها كما ترفع من مكانة المسلمين في خضم التطورات العالمية.
احد الشعارات التي ترفعها المملكة العربية السعودية وفي وجهة نظري يتمتع باهمية بالغة، هو شعار (التوحيد والبناء) وفي اعتقادي ان مثل هذه الشعارات لها فحوى ومغزى كبير ويمكن ان نعتبرها اسلوبا اساسيا لاي شعب يريد الوصول الى الفلاح في هذا العالم المعاصر الحافل بالتقلبات وذلك على ضوء توجيهات وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف. انني بصفتي دبلوماسيا اعتقد ان الاستقلالية في الرأي واتخاذ القرار التي تحظى بها المملكة العربية السعودية الشقيقة في القضايا المتعلقة بسياسة خارجيتها تكتسي الاهمية البالغة كما انها تستحق التقدير ولاشك ان هذا الامر ناجم عن دراية قيادتها في مواجهة التطورات العالمية.
وعلى ضوء هذه السياسة الحكيمة التي تتخذها حاليا المملكة العربية السعودية فانها تلعب دورا هاما للغاية في استتباب الامن والاستقرار في المنطقة، كما انها متطابقة ومتماشية تماما مع السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن الامن والاستقرار والهدوء في هذه المنطقة الهامة. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت ولاتزال تثمن دوما حسن نوايا المملكة العربية السعودية والجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في منظمة المؤتمر الاسلامي للارتقاء بمكانة هذه المنظمة والتغلب على مشاكل المسلمين ومن حسن الحظ فان التعاون بين هذين البلدين في هذه المنطقة اسفر عن انجازات مفيدة للامة الإسلامية باسرها.
ان المملكة العربية السعودية بصفتها بلدا هاما في عالمنا الاسلامي والعالم العربي لقد قامت بتقديم خدمات هائلة تخدم العالمين الاسلامي والعربي وفي مقدمتها قضية فلسطين وتعزيز روح الاخوة بين العرب والمسلمين حيث المواقف الصارمة والواضحة للمملكة العربية السعودية في دعمها للحقوق المشروعة للمسلمين في فلسطين والانتفاضة تستحق التقدير والاشادة.
وكما تعلمون ان موضوع البترول في عالمنا اليوم لقد اصبح موضوعا اساسيا ولافتا للنظر ولاشك ان المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية تبذلان قصارى جهدهما للتنسيق وذلك لديمومة الاستقرار في سوق البترول الى جانب الحفاظ على مصالح المستهلكين والمنتجين حيث اننا نستطيع القول بان معظم الاستقرار الحالي في اسواق البترول عالميا وحتى خلال الظروف الحساسة الاخيرة يعود الى التنسيق والتعاون بين بلدينا في هذا المجال. أرى من الواجب هنا التطرق الى هذا الموضوع لانني اعتقد ان الفترة الحالية التي تشهدها العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية تشهد مزيدا من التطور والتقدم وذلك يعود الى مجمل القضايا والظروف المذكورة اعلاه ومن حسن الحظ فان مسار العلاقات يسير بشكل افضل في تطوير وتنمية مزيد من العلاقات بشتى المجالات. بدوري اعرب عن بالغ ارتياحي واطمئناني للمستقبل الزاهر والمشرق لهذه العلاقات الطيبة وفي الختام اسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبت اقدامنا ويسدد خطانا في المضي قدما نحو علاقات وطيدة اكثر من ذي قبل.
* سفير ايران في المملكة
