أجبرت هجمات 11 سبتمبر مهندسي الانشاءات على اعادة التفكير في تصميمات ناطحات السحاب لكن هذا لايعني نهاية الابنية العملاقة بل استخدام سبل افضل للاطمئنان الى صمودها وتوفير مخرج آمن للناس في حالة الخطر. ففي الوقت الذي يحيي فيه العالم الذكرى الاولى للهجمات كشف المهندسون الاستشاريون عن الدروس المستفادة من انهيار برجي التجارة العالمي وأسهبوا في وصف أساليب من شأنها ان تحول دون حدوث كارثة مماثلة. وقال جون روبرتس المهندس الاستشاري والاستاذ في معهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة مانشستر (من الممكن تصميم بنايات ضخمة وعالية تكون اكثر أمانا من تلك القائمة حاليا). ويجب على مهندسي ومصممي المباني القبول بأن المباني يمكن ان تتعرض لاحداث جسام الا ان روبرتس وزملاءه قالوا ان تغييرات يمكن احداثها لجعل ناطحات السحاب تعمل بشكل افضل. وقال روبرتس في مقابلة (يجري الآن تصميم وبناء عدد كبير من البنايات . الناس تعلموا الدروس مما حدث لبرجي مركز التجارة العالمي وقيموا ما اذا كان يمكن ان تضم بناياتهم مواصفات تقلل من الدمار الذي حدث). واحد العناصر الرئيسية هو منع مايسميه المهندسون الانهيار التدريجي الذي يعني انهيار جانب صغير من المبني يتسبب في انهيار متتال لباقي الاجزاء. ونجم انهيار البرجين عن مجموعة من الاحداث التي اضعفت هيكلهما.وقال روبرتس الذي سيقدم النتائج التي خلص اليها الى مؤتمر علمي تقيمه الجمعية البريطانية (لو اقتصر الامر على اصطدام الطائرات لصمدت البنايتان. تكاتفت مجموعة من الاسباب لاضعاف الجسم الهيكلي للمبنى منها وقع الصدمة وتلاشي البطانة الواقية من النيران من الهيكل الصلب واندلاع الحريق). وتمثل حماية الهيكل الصلب الذي يشكل غالبية المواد المستخدمة في بناء ناطحات السحاب من النيران جانبا مهما من جوانب السلامة اذ تخور قوة تحمله كلما زادت سخونته. وتفقد الهياكل المصنوعة من الصلب نصف قوتها عند بلوغ درجة حرارتها 600 درجة مئوية.وقال روبرتس مدير بابتي جروب وهي شركة بريطانية للاستشارات الهندسية لم تكن هناك مشكلة جوهرية بالنسبة للوقاية من الحريق في حالة مركز التجارة العالمي فيما عدا انه لم يكن بالقوة الكافية لتحمل مثل هذه الصدمات الهائلة ولذا فقد انفجر او انهار تحت وطأة الصدمة تاركا الهيكل ينهار مع تأجج النيران).
وممرات الهروب ومخارج الطواريء من الدرج والمصاعد او السلالم المتحركة تحتاج ايضا لوقاية من الحريق الا أن بعض اشكال الوقاية معرضة هي ذاتها للصدمات. وعندما تندلع النيران في احد المباني الكبيرة فان اول نصيحة للناس في داخله تكون استعمال الدرج وتجنب استخدام المصاعد الا ان روبرتس قال انه من المستحيل اخلاء المبنى من جميع من فيه سريعا دون استخدام المصاعد.
وحسب قول روبرتس فان اربعة اشخاص فقط ممن كانوا في الطوابق التي تعلو الطوابق التي ضربتها الطائرات قد نجوا. اما المنطقة اسفل الطوابق التي تأثرت بالضربة فقد تمكن 99 في المئة ممن كانوا فيها من الهروب. اما الباقون ممن لقوا حتفهم فكانوا من قوات مكافحة الحريق والشرطة. والسبب في ان الآخرين اخفقوا في الهروب هو ان الدرج كان قد دمر بسبب الطائرات والنيران التي اندلعت داخله بعد ان دمرت وسائل الوقاية من الحريق.