بدأت تطفو على السطح ظواهر لم نعهدها من قبل لكنها بدأت تتفاقم بطريقة مثيرة للاستياء.. هؤلاء الذين يعترضون طريقك في أي مكان يعرضون مالديهم من صفقات حتى لو كان فيها إراقة لماء الوجه لا يهم.. المهم أن يحظوا بأكبر عدد ممكن من المشتركين أو المساهمين.. تعلم جليا أن هؤلاء يحصلون على نسب مئوية للربح.. يقتطعونها من تلك الشركات لذا فهم يتهافتون عليك من كل حدب وصوب.. يعرضون مالديهم بطريقة غير مريحة لك أو لمرافقيك.. تصل إلى حد الإذلال لكي تستمع لهم أو لكي تشارك في عروضهم!
تراهم في سفرك الى الدول المجاورة.. وبصراحة لم نر مثل تلك الظواهر إلا في الدول العربية او الخليجية.. يعرضون صفقات مشبوهة أثبتت عدم مصداقيتها سواء ما يسمى بظاهرة (التايم شير).. أو الاشتراك في منتجعات عالمية.. أو حتى فنادق مشهورة!
البعض من هؤلاء يحادثك على (تليفونك) الخاص فلا تعلم من هي الجهة التي سمحت لهؤلاء باختراق خصوصيتك.. ومن أين أتى هؤلاء المتطفلون برقمك الخاص؟
البعض يشرح لك أنه قد أخذه من قوائم السفر إذا كنت ممن يتعاملون مع شركة طيران معروفة.. ومتكرر سفرك على تلك الشركة.. أما ما يثير الضجر والاستياء حقا فهو أخذ تلك المعلومات الشخصية والسرية عنك من الفنادق التي تعاملت معها بكل أمانة وتركت عنوانك لديها.. من باب الثقة اولا وثانيا لأنه شرط أمني ومطلوب لأي فندق تتعامل معه حول العالم.. ولكنك بالطبع لم تتخيل انه ينتهك هؤلاء سرية المعلومات للعميل..ويتم نشرها بطريقة تفتقد الى المسئولية.. والثقة والأمانة المرجوة من تلك الجهة.
شخصيا تلقيت على هاتفي الخاص عروضا من شركات للأجهزة تعرض مالديها بأسعار باهظة.. أما النتيجة فهي معروفة تتكدس تلك الأجهزة في مكان ما من المنزل فيعلوها الغبار دون استخدام!
وعندما استفسرت عمن أعطاه رقمي الخاص.. ذكر أنه إحدى الزميلات التي رشحتني لذلك العرض حين طلب منها ذلك الشخص ترشيح من تراه مناسبا!
وتلك لعمري طامة أخرى حين يقوم البعض من الزميلات أو المعارف بافتراض أنك لا تمانع في ذلك الأمر..ليتم نشر رقمك لهؤلاء دون محاولة حتى أخذ الإذن من صاحب الهاتف!
إن من يعرض بضاعته تلك لا يهمه اعتذارك بلطف عن عدم مقدرتك لسماعه في تلك اللحظة لأنك مشغول.. فيصر على أن يقض مضجعك.. ويتصل في وقت لايهم هل هو وقت للراحة أم العمل..!
يصر إصرارا غريبا على عرض مالديه.. وهو لا يعلم أنك ترتاب في قرارة نفسك من أي سلعة تعرض للمتلقي بتلك الطريقة.. فهي إما سلعة مضروبة أو خالية من المصداقية كما أثبتت لنا الأيام صدق رؤيتنا.. أو أن ذلك الشخص يحفر في الصخر للحصول على عمولته حتى لو أراق ماء وجهه وفي كلتا الحالتين لنتساءل: من ينقذنا من هؤلاء؟!