ضبابية المكان وضبابية الزمان تطل في سماء الخليج، والسحب الكثيفة تغطي ساحة الحقيقة، والأمطار تهطل احيانا بغزارة، واحيانا باستيحاء، ولغة الغاب تسود، ولغة العقل تغيب، وهكذا دواليك والضحية واحدة فقط اسمها دانة الخليج..!!
@@ ليلهم طويل، وفجرهم لم يبزغ، والاماني حلم ينتهي عند سطوع الشمس لتحرق ما كان يجب ان يكون، وليظهر مالا يجب ان يكون..!!
@@ والقافلة تسيرى والنباح مستمر، واللحم في الطريق، والهاربون كثير، والقادمون قلة، والحقيقة غائبة، ونصف الحقيقة تصرخ بها الابواق.
@@ الوجه الآخر ليس بالضرورة ان يكون الوجه الذي يبحث عنه الجمهور، ولكنه تنفيس حقد ولغة حسد، وصراخ مهزوم، وفصل هزيل من مسرحية لم تكتمل فصولها بعد.
@@ حلقة تدور حول نفسها، وتجربة (بافلوف) على الفئران في الفص مستمرة، والتعلم بطيء، والفعل وردة الفعل تأخذ اكبر من حجمها لتموت الفئران في القفص بدون تعلم.
@@ الجرعة الكهربائية للفئران كانت شديدة لذلك كانت ردة فعلهم صورة جنونية ونوع من الانتحار، والنهاية موت بدون تعلم.
@@ في حالات الضباب تكون الرؤية غير واضحة فيكثر التعثر، وتكثر الاصطدامات، وتكثر الحوادث (الكلامية) ولكن العقلاء يعرفون ان التوقف في وسط الضبابية هوا لحل الامثل لحين ينقشع الضباب، حتى يكون المسير على خط واضح المعالم.
@@ ولكن التائهون يصرون على السير وسط الضباب يتخبطون ويتصارعون والنهاية طريق اخر غير الطريق المؤدي لاهدافهم.
@@ نشفق عليهم من كثرة التعثر، فالدانة ليست طريقهم ولا هدفهم ولاحتى عروسهم، لكنهم يصرون على السير، نقول لهم ان الشارع لا يسمح بمرور (القاصر) لكنهم يصرون على ان الشارع ملكا لهم، ويصرون على ان الحديقة التي ينعمون بورودها وزهورها ليست من صنع الباني، وليست من مجهودات الرمز الذي قدم لهم الحديقة لهم ولابنائهم ولصغارهم ولاحفادهم..!!
@@ قولوا لهم ان التاريخ لا يكذب، علموا صغاركم ان الحديقة التي يلعبون فيها هي صنع اولئك المخلصين، وقولوا لهم ان الحقيقة في التاريخ.. والتاريخ لا يكذب لكن قولوا لهم ان الذي دفع الملايين من اجل حديقتهم لا يسرق.. لا يسرق.. لا يسرق.. فهو الذي جلب الورود والازهار ولكن حثالة القوم هم من يريدون سرقة تلك الازهار..!!
@@ قولوا لهم ان البيت الذي بنى اسوار حديقتهم قبل اسواره مازال يدفع دم قلبه من اجل ابنائه، ومن الجحود ان نرمي الحجر على ذلك البيت الذي اهتم بالاخرين قبل ان يهتم بنفسه.
@@ قولوا لهم ان العطاء هي صفة ذلك البيت، وان الاخذ ليس من طبائعهم، انظروا في كل منزل ستجدون ان أسواره شيدت من ذلك العطاء..!!
@@ قولوا لهم ان العطاء هي صفة ذلك البيت، وان الاخذ ليس من طبائعهم، انظروا في كل منزل ستجدون ان اسواره شيدت من ذلك العطاء..!!
@@ قولوا لهم ان العطاء في ذلك البيت يمتد من الكبير للصغير، لكن بعضهم عض اليد التي امتدت اليه عطرا وزهورا وورودا..!! فقابل الاحسان بالاساءة.