نوافذ
الوطن العربي في موقف لا يحسد عليه في الوقت الراهن فهو محاصر بين نارين الاولى ازمة العراق التي تحاول امريكا تحويلها الى صدام مع الامم المتحدة لتكسب عمليتها صفة الشرعية حتى تلتزم الاطراف العربية بما يقرره المجتمع الدولي ومن ثم لا يمكن للدول العربية ان تقف ضد قرارات الامم المتحدة وتضمن امريكا بذلك المساندة العربية لتوجيه ضربة عقابية تأديبية للعراق اذا لم يلتزم بهذه القرارات.
والنار الثانية التي تحاصر العرب هي محاصرة الرئيس عرفات وانفراد اسرائيل بالشعب الفلسطيني الاعزل وفي الوقت الحرج الذي انشغل فيه الجميع للتصدي سياسيا لعملية ضرب العراق اذ ان البعض معني بمنع الضربة العسكرية والبعض يعمل على ترحيلها او تأجيلها الى حين وطرف آخر يسعى من خلف الكواليس لتقنين الضربة لتنبثق من عباءة مجلس الامن حتى تأخذ الطابع الدولي الذي يحفظ ماء الوجه باعتبار ان قرار المجتمع الدولي واجب الاحترام وملزم للجميع بما فيه الاطراف العربية وفي المقابل فان الادارة الامريكية في موقف صعب هي الاخرى اذ تسعى لتهيئة المسرح العالمي والعربي لمساندتها او على الاقل الصمت على ما تفعله بالعراق كما هو صامت ازاء ما يحدث للشعب الفلسطيني بواسطة آلة الحرب الاسرائيلية التي ترتكب في حقه ابشع انواع الجرائم التي يأنف منها الضمير العالمي والانساني اذا كان هناك ما يسمى بذلك.
ومن هنا اصبح الموقف العربي محاصرا بنار اخرى غير قادر على الاقتراب منها او التعامل معها ليظل بين شقي الرحى. التهديد بضرب العراق ومحاصرة الرئيس عرفات وما يسبقها ويتبعها من ابادة وقمع وهدم ودمار يحل بكل ما هو فلسطيني.
ولم يبق الا الامل في صحوة اسلامية تحتضن المقاومة الفلسطينية باعتبارها الدرع الوحيد القادر الآن على مواجهة اسرائيل.
جريدة عمان