صباح الخير
يوم الأحد الماضي بدت أجزاء واسعة من 1353 مدينة اوروبية بالاضافة الى عدد من المدن الكندية وكأنها لم تعرف السيارات قط، اذ قام الملايين من سكان هذه المدن بترك سياراتهم في مرائبها، من اجل يوم بلا سيارات يتخلص فيه السكان من ضجيج وضوضاء وتلوث هذه المركبات، تظاهرة هذا العام شهدت مشاركة أكبر من المدن الأوروبية عنها في العام الماضي الذي شاركت في فعالياته ألف وخمس مدن.
ويعتمد الاحتفال بيوم بلاسيارات على دعوة السكان للتعاون مع قيام البلديات وادارات المرور بإغلاق قسم من وسط المدينة في وجه السيارات التي يمكن الاستغناء عنها لمدة ساعات للفت الانظار لإمكانية عدم استخدام السكان لمركباتهم تخفيفا للازدحام من دون التأثير على النشاط اليومي وحركة الحياة وتوفير لحظات من الهواء غير الملوث لبرهة من الوقت في تلك المناطق، وقد كانت فعالية هذا العام الأولى التي تنظم في يوم العطلة الأسبوعية مما زاد من الاقبال على المشاركة رغم انه اليوم الذي تخصصه العائلات للقيام بنزهات مشتركة.
كلما أشهد يوما اوروبيا من هذا النوع أتذكر آخر لقاء كان لي مع الرحالة البريطاني الشهير مبارك بن لندن الذي زار بلادنا في الخمسينيات من القرن الماضي فقد ذكر لي ان أكثر ما أثاره عند زيارته الأخيرة لأبوظبي قبل نحو عامين ازدياد عدد السيارات بصورة مختلفة كليا ولا تقارن بتلك المدينة الصغيرة الوادعة التي زارها لأول مرة وافترش رمالها عند قصر الحصن بانتظار السماح له ولمرافقيه بالدخول.
كل صباح فيما اتوجه بصغاري الى مدارسهم والازدحام على اشده عند التقاطعات استعيد كلمات الرحالة الشهير وفعاليات الاحتفاء الاوروبي بيوم بلاسيارات متسائلا عن حالتنا المرورية التي نشكو من اختناقاتها حاليا بعد سنين من اليوم، علمها بالطبع عند ربي ولكن السؤال لأصحاب الحلول!. الاتحاد الاماراتيه