جاءت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لبلده الثاني المملكة ولقاؤه بنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، وسط أحداث جسام يمر بها العالمان العربي والإسلامي ، خاصة بعد أحداث سبتمبر وفي ظل التداعيات المستمرة للوضع المأساوي في الأرض الفلسطينية المحتلة التي تتدهور باستمرار في ظل التعنت الشاروني البشع وحصار الرئيس عرفات وفرض سياسة القتل والتجويع على الشعب الفلسطيني الشقيق ، والتوجهات الأمريكية بضرب العراق .
الزيارة في حد ذاتها ليست غريبة بين قيادتين تستشعران هموم الأمة وقضاياها ، وبين شعبين ما بينهما أقوى بكثير مما يتخيله البعض ، ومنها ذلك الجوار التاريخي الذي لم ينجح " البحر الأحمر " إلا في ترسيخه وتدعيمه ، وكذلك روابط الدم والدين والعروبة .
لم يكن غريباً هذا التشاور في وقت تحتاج الأمة فيه لكل جهد مخلص من أبنائها وقادتها يحاول وقف نزيف الدم العربي ، ووضع حد لمعاناة جاوزت نصف قرن .. بل الأكثر من ذلك الوصول لصياغة موقف عربي يقي للشعب العراقي الشقيق وحدته وسلامة أراضيه ويساعده على تجاوز ما يتعرض له من تهديدات تؤثر على مستقبل الأمة كلها .
لا أحد ينكر الدور السعودي الهام والمؤثر عربيا وإقليميا وعالميا ، ولاأحد يستطيع أن يقلل من الدور المصري عبر تاريخ البلدين ومسيرتهما في الدفاع عن الثوابت العربية المشتركة بالدماء والأموال والأنفس ، ولا أحد يستطيع أن يشكك في نهج البلدين نحو إرساء العدل والحق والسلام .
لذا كانت الزيارة استمرارا لطريق طويل من التضحيات ، التضحيات المشتركة وحدها هي التي تخرس ألسنة المشككين .
==1==
==0====0==( اليوم )
==2==
