وقل لمن يدعي في العلم معرفة.. إلزم فرامل
توسط المجلس وفك فاه.. لا فض فوه:
ـ أنا الذي سطرت كذا وكذا..
ـ أنا من قال كذا وكذا..
ـ أنا أعلم منك بكذا وكذا..
ـ تراني (فلتة) زماني..
وراحت الـ (انا) تجلجل في أرجاء المجلس ، سواء رضي الحضور أم لا.. أخذ صاحبها ينعق دون توقف..
حاول أحدهم ان يقاطعه، لكنه لم يفلح..
وأستمر ذاك المدعي (بسرد مآثره) لكن بطريقة أخرى..
اتخذ منحى آخر.. انه بدأ ينهق..
هنا شمر احد الجالسين عن ساعديه فألجمه.. فسكت.
قال له : (إن أنكر الاصوات لصوت الحمير).
تنبه ذلك (الغافل) واسقط بيده.. كان سيسترسل الى ما لا نهاية، لولا انتفاضة احدهم ضاق به ذرعا ووضع له حدا..
ـ انت من تكون؟ وفي اي عصر ولدت؟ كان الاجدر بك ان تعاشر (ديكة خيبر).. على الاقل يهادنوك ويراؤونك ويرددون هذرتك! يا اخي زن كلامك وحسن ألفاظك..
ـ انت هنا بين اناس رغبوا في المفيد من القول، تعودوا على (خير الكلام ما قل ودل) متى تتعظ متى؟ متى ترى ما حولك؟، ان عصر (الانا) قد ولى دون رجعة وان الانانية حذفت من قاموس كثير من الناس.
قال احدهم مازحا : ايهما اكثر (كلاما) الذكور ام الاناث؟
فرد آخر : نون النسوة مقدمة على واو الجماعة في كل شيء!!
على المرء ان يزن كلامه قبل التفوه به امام الناس فكل هفوة محاسب عليها فكما قيل (لكل لسان هفوة كما ان لكل جواد كبوة) فليكن لسانك طيبا وما يصدر عنه ذا فائدة ألم تسمع بالمثل (لسانك حصانك ان صنته صانك وإن هنته هانك) فرب كلمة قالت لصاحبها (دعني) وكم زلة لسان أودت بصاحبها السجن!
حذار.. حذار من الزلل، وانتبهوا لألفاظكم فهي مرآتكم..