DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هجريات

هجريات

هجريات
أخبار متعلقة
 
كثرت في الآونة الاخيرة الايقافات المتكررة لمرتادي الطرق السريعة، وبالذات طريق الاحساء ـ الدمام من قبل رجال المرور، للتأكد من اتباع بعض الانظمة والقوانين المرورية المرعية من عدم تجاوز سرعة معينة وربط حزام السلامة وحيازة رخصة سير واستمارة سيارة وضمان سريان مفعول صلاحيتهما، وهلم جرا.. تلك الاجراءات وان كان الواضح انها تصب في خانة السلامة العامة، وهو امر تشكر الجهات القائمة عليه، الا ان هناك ايضا تذمرا بينا من قبل البعض، مرده رؤية تلك القسائم بحوزة الافراد بصورة توحي بأن الامر مبيت ومقصود لذاته، وما هذا الشك ـ من وجهة نظري ـ الا لاسباب جلية منها: ان هذه الكثافة العددية من الضباط والافراد الذين فرغوا لاوقات طويلة لهذه المهمة على الطرق السريعة مع شدة الاحتياج لهم داخل احياء المدينة السكنية التي تعاني الامرين من الشباب الصغار وتجاوزاتهم الرعناء لانظمة السير من سرعة جنونية، واستعراضات بالسيارات راقصة، مجلبة الشك والريبة!! نعم لاتباع الانظمة والقوانين والزام الناس بها بأي وسيلة، لكن المفترض ان تكون هناك اولويات، فيأتي الاهتمام بالقاعدة والاساس الى ان يبلغ الامر مداه وصولا لقمة الهرم، وهذا هو التسلسل الطبيعي، وهو الذي يوحي في الوقت نفسه بصلاحية العمل المؤدى بدون ان يتسرب اليه ادنى ذرة من شك او ريب!. أليس من اولى الاولويات ان يتم تكثيف التواجد الامني والمروري في الاحياء السكنية والقيام بردع من تسول له نفسه العبث براحة القاطنين بتلك الاحياء عن طريق ملاحقتهم وايقافهم ايقافا الزاميا خصوصا لمن تم التجاوز عنه لاول مرة، بدون ان يجد له ـ هذا المعتوه ـ سبيلا للخروج بأي وسيلة من الوسائل الذائعة الصيت عندنا، والايقاف يكون لمدة معلومة لافكاك منها الا بانتهاء اجلها، ان هذا لو تم تطبيقه تطبيقا صارما لما وقعت ـ ومازالت ـ تقع انظارنا على تلك التصرفات الصبيانية الطائشة التي كان لابد ان تجد يدا حديدية تردعها بعد ان فقدت التربية الاسرية!. أليس من اولى الاولويات ان تتم ملاحقة الصغار الذين يسوقون تلك المركبات الفارهة ولما يبلغوا الحلم بعد!! ولم يتحصلوا على رخصة قيادة! وعقاب امثال هؤلاء لا تتأتى الا بعقاب من فرط وهو الوالد الكريم عن طريق حجز سيارته لمدة معلومة وغرامة مدفوعة، وابلاغه بحرمان ابنه مستقبلا من الرخصة فيما لو تكرر منه ذلك! زرت من قريب احد المستشفيات ووقع ناظري ـ اثناء تجوالي لبلوغ من سأزوره هناك ـ على احد الشباب الصغار جالسا على سريره الطبي وحوله زملاؤه الزائرون يتبادلون النكات والضحكات حتى ليخيل اليك ان اصواتهم من شدتها تشق عنان اجواء المستشفى فتبلغ اقصاها الى اقصاها، ولعلي وجدت في حداثة سنهم مخرجا لتصرفهم الغريب، لكن سرعان ما الفيت هذا المخرج مغلقا، عندما علمت ان هذا الشاب الصغير نزيل المستشفى قد انهى وبسبب حادث سيارة مأساوي حياة شخص كأبشع ما تكون النهاية!! وها هو اخونا الذي لم يعرف التربية ابدا!! يكاد شدقاه ينفصلان من كثرة الضحك!! وكأنه لم يقتل نفسا بريئة ازهقت بسبب رعونته وتهوره!! أليس هذا وامثاله اولى ان يشدد رجال المرور عليه ولو ابدعوا التصانيف في العقوبات ازاءه ما القى احد عليهم بلائمة! بل لشكر لهم هذا العمل الذي يصب في مصلحة وسلامة الجميع. جميل ان نطبق وبصرامة كافة الانظمة والقوانين ـ وهذا نهج حضاري لا جدال فيه ـ لكن الغرابة تكمن في تطبيق ما يعد كماليا اذا ما قورن بغيره المؤكد الوجوب، وهذا ما نسوقه الى الجهات المرورية بل وحتى الامنية، ان تجد حلولا ناجعة لتلك الفئة العمرية الصغيرة المتهاونة والمستهترة بسلامة الآخرين، والذين لا يجدون الرادع الكافي من العقوبات الكفيلة بردهم الى جادة الصواب، ولقد ساقتني ظروف مشابهة مع احداث متهورين الى احد اقسام الشرطة، خرجت منها بنتيجة مفادها يطابق تماما المقولة الشهيرة "من امن العقوبة اساء الادب"!!!