في محاضرة استمرت لاكثر من ثلاث ساعات نظمها فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل نهاية الاسبوع الماضي للدكتور عثمان بن صالح العامر عميد كلية اعداد المعلمين بحائل تحت عنوان "الصعاليك الجدد قراءة تحليلية للمنتديات المحلية بالانترنت" تطرق الدكتور العامر بالنقد والتحليل والتقويم للمنتديات المحلية بدأها بسرد الركائز الاساسية والمعايير التي تشكل الضابط المهم للحوار واهميته دون انزواء وان الفكر سابق للعمل وهذا يستلزم المصارحة والمواجهة والتأكيد على ان الذات والاخر محليا متلازمان وان كان كل منهما متفردا بتعبيره الثقافي الذي يسهم في بناء النسيج الاجتماعي وان لكل منهما حقوقا وعليه واجبات دون اللجوء للتربص والثأر وان المعيار الحقيقي هو في المصلحة الجماعية والاخلاق والسلوك الفردي وضرورة الاخذ بمفهوم النهج الواسع والشفافية الموسومة بالوعي والاتزان في كل الشأن والحراك الثقافي والتغير المستمر المنضبط بحدود الثوابت.
واكد العامر على ان اي حوار يرتكز الى شرطين اساسيين لنجاحه اولهما وضوح الفكر والتعبير ومصداقية المرجعية وواقعية الفكر دون مثالية الذات والشرط الاخر وجود اطار ثقافي حر منضبط بضوابط شرعية.
ثم انطلق العامر في طرحه من خلال ثلاثة محاور هي "ثقافة الصعاليك الملامح والرؤى" حيث حدد من خلال ذلك المحور فلسفة الصعاليك حيث هي خروج على السائد والمألوف رافضة الثقافة السائدة اجتماعيا واقتصاديا وطامحة الى تحقيق العدل والمساواة عبر أربعة اسس تتمثل في الاغتراب والتمرد والانتماء للصعلكة، وادعاء امتلاك الحقيقة وكانت وسيلتهم لذلك "الفعل والشعر" ثم محور "الصعاليك" الجدد.. محاولة للمقارنة والفهم عقد من خلاله اوجه الشبه بين الصعاليك ورواد المنتديات الذين يرى انهم الصعاليك الجدد وحاول المقاربة بين الملامح والابعاد العامة والمميزة لفكر وثقافة "القدماء والجدد" حيث الشعور الشخصي والجماعي الذي تختلط فيه السمات وكتفاعل ملامح الانتماء والاغتراب والتمرد المبطن وادعاء الوصول للحقيقة ونفيها عن الاخر.. وخلص من خلال هذا المحور الى تحديد السمات المميزة للصعاليك الجدد مجددا لهم بفئتين "المثقفين والمرتادين" وقسم المثقفين الى مثقف تجريدي وكاتب ادبي ومحرر اعلامي اما المرتادون فمن وجهة نظره انهم اصحاب مصلحة خاصة وعابثون.
