تفاجأ احد الزملاء وهو نائم في شقته بالنار تصل الى غرفة نومه ومن رحمة الله ان ابناءه كانوا في منزل جدهم وأن لشقته مدخلين فخرج مسرعا مع زوجته وسلمهما الله. ولكن ما العمل لو كان الاطفال في الشقة وليس هناك الا مخرج واحد خاصة ان كان على النوافذ شبك حديدي؟. موقف آخر, كيف تتصرف لو سد طفل مجرى تنفسه بشيء هل تضربه على ظهره كالكبار؟ بالطبع لا! ولو تعطلت سيارتك على طريق طويل ومعك ابناؤك فماذا تفعل؟
ان عدم الاستعداد للتعامل مع حالات طارئة والجهل ببعض المعلومات الاساسية البسيطة قد يؤدي الى فاجعة اذ انه ليس هناك وقت للسؤال عنها او اتخاذ الاجراء الصحيح سريعا وقد ينتهي الامر بوفاة او اصابات خطيرة كان من الممكن بإذن الله منعها. وهذا الجهل اكتسبناه بانفسنا لاننا اخترنا الكسل وتمنا على مقولة (مايصير الا الخير) مثل ذلك الاستعداد لامكانية حدوث حريق في المسكن بدءا بوضع جهاز انذار للدخان لا يكلف 30 ريالا الى دراسة كيفية التعامل مع أي حريق لا سمح الله وتدريب افراد العائلة على الطريقة الصحيحة لاخلاء المسكن, وقد يبتسم البعض او يستهزىء بالفكرة ولكنه لو عاش الموقف فلن ينفعه الندم. وللاسف ان قناعتنا في هذه الامور ضعيفة لذا لاتجد الطفاية في المطبخ ولا السيارة, اما المحلات التجارية فيستعيرون سطل الرمل والطفاية لزيارة الدفاع المدني ثم يعيدونها. كم نتمنى ان يكون من ضمن محتويات خريطة المبنى التي تقدم للامانة مخطط للاخلاء وقت الحريق تماما كما نرى في غرف الفنادق, وياليت الامانة تلزم المالك بوضع جهاز انذار للحريق في مدخل المطبخ. اما الهلال الاحمر السعودي فسيؤدي عملا رائعا لو قام بعرض اهم طرق الاسعافات الاولية على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في محاضرات دورية ولا نطالب بالكثير الآن كتدريسها مادة مستقلة او نشاطا حتى لا يصعب تنفيذها ونخرج بالكثير من الكلام دون أي عمل! وقد تعلمنا الكثير خلال ازمة الخليج ومن ذلك قيام الهلال الاحمر بتنظيم دورات قصيرة في الاسعافات الاولية كانت مفيدة جدا ومنحوا كل متدرب شهادة صلاحيتها عامان لكن معلوماتها تبخرت الآن.
ومن جانب آخر هناك ايضا معلومات ضرورية تتعلق بالتربية فعدم التصرف بشكل مناسب خاصة مع الابناء المراهقين قد يقود الى خلافات وانحرافات وقد يدمر شخصية الابن فعندما يكذب الابن لا يكون العلاج مباشرة هو العقاب لان ذلك قد يعقد المشكلة ويقود الى ماهو أسوأ منها فربما يكون للكذب سبب آخر له علاج مختلف. والتدرب على هذه المهارات ومعرفة طرق تحليل شخصية المراهق امر ليس بالسهل, لذا قامت (مؤسسة الحرمين الخيرية) بعمل رائع حينما عقدت دورتين حول تربية الابناء وتعديل سلوكهم للشيخ محمد الدويش ودورتين أخريين للدكتور طارق الحبيب حول انماط الشخصيات والتعامل مع المراهق. وكانت الدورات الاربع, وهي جميعا مجانية, اكثر من رائعة ليس فقط في المحتوى والمحاضرين وانما في اختيار الاوقات والايام مما مكن الكثيرين وحتى الموظفين من حضورها واستفاد منها المئات من الرجال والنساء علاوة على ان المكان وهو صالة كبرى في فندق راق والنقل التلفزيوني وكافة التسهيلات والتنظيم نالت اعجاب الجميع وهي جهود يشكرون عليها ونتمنى ان نرى المزيد منها كما لاننسى مبادرات (لجنة تيسير الزواج) بجمعية البر في اقامة لقاءات مشابهة لمختصين نالت ثناء من حضروها كذلك.
وهذه الانشطة هي من صميم عمل (لجان خدمة المجتمع) في الجامعات والمعاهد والكليات الا انهم اما مشغولون بامور اهم او لا يجدون المتابعة الاعلامية اللازمة.