عبارة كثير ما يرددها كبار السن وهي(يا الله الشيب ولا العيب!) هل ترداد هذه العبارة من باب السلوى وتغييب واقع كبر السن؟ لا أدري أيضاً ما تعريف العيب ومن وضع أنظمته ومن يفصل في أمره؟ اتجهت بهذه الأسئلة إلى رجل طاعن في السن لكي أصل إلى أجوبة غير مباشرة على ما طرح.قال بيض الله وجهه وأمد في عمره رداً على أسئلتي وغيرها أن العيب هو العمل المشين الذي أجمع الكثير على نبذه ومن ذلك المرأة التي تتزوج بعد وفاة زوجها وعندها منه أطفال تربيهم، وكذلك أن تخالف من هو أكبر منك في السن وأيضاً أن تسوق (سيكل وأنت لابس غترة)...الخ. ذهبت بعد ذلك إلى جهاز الكمبيوتر وطرحت الأسئلة السابقة على إحدى غرف الحوارات المسماة ( بالشات) قال رجل ان العيب هو ما أجمع على نبذه كبار السن ومن ذلك أن تصب الشاي بيدك اليسرى وأن تمد يدك قبل الكبار عند تقديم الطعام. وقالت فتاة سمت نفسها "قرنفلة" ان العيب هو ما أجمع عليه الأب والأخ على أنه عمل مشين، ومن ذلك أن تبدي الفتاة رغبتها بإكمال الدراسة عوضاً عن الزواج المبكر، وكذلك أن تغير لون عباءتها من الأسود إلى الكحلي أو البني حسب الموضة. العيب إذا له تعاريف وأمثلة مختلفة حسب البيئة الاجتماعية وغيرها إذا ما العيب في العيب؟ العيب فيه أنه حجر لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى. نحركه متى ما أردنا ونصبغه حسب مزاجنا، نوسعه تارة ونضيقه تارة أخرى. لا توجد لدينا طبقات من العيب ولا أمثلة توضحه إذا ما خلاصة ما ذكر؟ يجب أن نستثمر في محاسن الناس والأشياء وليس في عيوبها، الناس معادنهم طيبة ونياتهم حسنة وعلى ذلك فعلى المجتمع أن يفرغ جهده للعيوب الكبيرة ويخفف من وطأته وجبروته على العيوب الصغيرة أو على الأقل أن يعدل!! وأخيراً نقول " يا الله الشيب ولا العيب الكبير!"
عبد الله إبراهيم المقهوي
