قرأت وتابعت مايدور في بوسان حيث تقام الالعاب الآسيوية وخرجت بانطباع إننا كعرب في واد وبقية دول آسيا في واد آخر ويكفي ان اذكر انه في لحظة كتابة هذه الزاوية منتصف يوم امس كان مجموع الميداليات التي تحققت 538 ميدالية بينها 177 ذهبية و 165 فضية و 196 برونزية ومن بين كل هذه الميداليات لم يكن لنا كعرب سوى 8 ميداليات منها ذهبية واحدة فقط ومثلها فضية والباقي برونزية ومع تسليمنا ان أيا من دولنا العربية لن تنافس الصين التي حققت حتى اللحظة 148 ميدالية منها 85 ذهبية او كوريا الجنوبية التي حققت 102 ميدالية, بل ولن ننافس كازاخستان ولا كوريا الشمالية ولاتايوان ولاماليزيا, ليس لشيء إلا لانهم حققوا ميداليات بالجملة نحتاج الى معجزة لتحقيق مثلها وهو امر مخجل لان زمن المعجزات قد ولى ولم يبق سوى المثل الشهير الذي تعلمناه منذ صغرنا وهو (من جد وجد ومن زرع حصد) ويبدو اننا لم نزرع بالطريقة الصحيحة او اننا بعد ان زرعنا قطعنا الماء والسماد عن زرعنا فمات ولم يعد له وجود وكما قلت ومع تسليمنا اننا لن ننافس تلك الدول فعلى الأقل كان الامل ان نكون افضل قليلا من هونج كونج او فيتنام او اندونيسيا او حتى ميانمار والأخيرة حققت وحدها 5 ميداليات مع انني اراهن ان نصف القراء لايعرفون اين تقع هذه الدولة الشرق آسيوية، ناهيك عن فيتنام التي يعاني سكانها الفقر والعوز ومع ذلك حققت 5 ميداليات واندونيسيا 10 ميداليات يعني اكثر من كل عرب اسيا.
واليوم قد يرتفع رصيد العرب عندما تبدأ منافسات العاب القوى التي توزع 45 ميدالية ذهبية لأن ممثلينا في هذه المنافسات مؤهلون خاصة السعوديين والقطريين الذين سبق ان حققوا في بطولة اسيا الاخيرة التي اقيمت في كولومبو قبل شهرين 11 ذهبية و10 فضيات و 7 برونزيات واذا نجح العرب اليوم فان ذلك من باب حفظ ماء الوجه للعرب الذين فشلونا باخفاقاتهم وغيابهم الخطير.
المشكلة الكبيرة هي اننا لانعرف كيف نبني ابطالنا ولا كيف نجهزهم للاولمبياد ولا نتفهم ان المسألة تحتاج الى مبالغ ليست عادية تصرف على تفريغ اللاعب واختيار مدرب عالمي له واعداده صحيا ونفسيا لمثل هذه البطولات. فنظرتنا مازالت ضيقة الافق ومشاركاتنا ليست سوى رحلة سياحية ويكفي ماقلته عن عدد الميداليات التي حققناها كعرب حتى اللحظة.
واذا كان العرب يعلقون آمالهم اليوم على نجوم المملكة وقطر فاننا نعلق آمالنا على ايجاد اكثر من نواف بن محمد يستطيع ان يضحي بكل ما يملك ليحقق احد ابناء الوطن ميدالية ترفع الرؤوس عاليا.
ولكم تحياتي.