يعتبر سوء معاملة الاطفال من المشاكل المعروفة على مستوى العالم ومعظم التعريفات تتضمن عنصرين اساسيين وهما:
1ـ حدوث السلوك الخاطىء (المعاملة السيئة).
2ـ الاثار المترتبة على ذلك السلوك.
ويعتبر سوء المعاملة من اهم العوامل التي تؤدي الى اضرار جسدية ونفسية بالغة عند الاطفال والمراهقين ومن انواعها:
1ـ العنف الجسدي
ويؤدي ذلك الى كسور مختلفة, نزيف في المخ والشبكية, الحروق والكدمات, وقد يأتي العنف والاذى يشكل غامض على شكل مرض متكرر كارتفاع درجة الحرارة, امراض الجلد, او قد يحدث ضعف في النمو ونقص الوزن ويصاحبه امراض القلب والتنفس والجهاز الهضمي واضطرابات الغدد من دون ان يكون هناك سبب عضوي وعند مراجعة الطفل ومحيطه تتضح العلاقة غير الطبيعية بين الطفل ومحيطه.
2ـ الاهمال: ويتمثل في قلة الاهتمام والرعاية ومن امثلة ذلك عدم الاهتمام بنظافة الطفل ومحيطه وعدم اعطائه الرعاية الطبية اللازمة وعدم رعايتهم ومراقبتهم وتربيتهم وتوجيههم.
3ـ فقدان التواجد
مما ينتج عنه فقدان التفاعل الاجتماعي والعاطفي ومن ثم ينعكس ذلك بعلاقاته الاجتماعية ويؤدي الى الاكتئاب واحساسه بنقص الحنان يؤدي به الى ان يبحث عن الحنان عند اناس اخرين مما يعرضهم للاساءة الجسدية.
4ـ عدم التحفيز المعرفي:
ويؤدي ذلك الى بعض القدرة على اكتساب المهارات اللغوية والى ضعف التركيز والذاكرة وضعف التحصيل الدراسي.
5ـ الانتقاد الزائد
وهنا يركز الوالدان على الجوانب السلبية في الطفل ويقومون بانتقادها بطريقة لاذعة تؤثر في احاسيس الطفل او المراهق.
6ـ رفض الطفل وعدم الانتباه اليه وعدم تشجيعه عند قيامه بعمل معين.
7ـ عدم الثبات على طريقة معينة كأن يكون متفاعلا في الصباح ورافضا للطفل في المساء مما يسبب تشويش الطفل وعدم ثقته بنفسه.
8ـ التهديد والتخويف, كالتهديد بالطرد من البيت او حرمانه من المصروف مما يؤدي الى حدوث القلق.
9ـ ضغوط نفسية ناتجة عن الخلافات بين الابوين, مما يؤدي الى اعتقاد الطفل بانه هو السبب في حدوث هذه الخلافات او حدوث الانفصال او الطلاق والاكتئاب.
10ـ العنف اللا اخلاقي: ويؤدي ذلك الى تبدل السلوك وصعوبات في التحصيل العلمي وهروب من المدرسة وقد يكرر الاساءة اللا اخلاقية على اطفال الاخرين.
تأثير سوء المعاملة على الاطفال والمراهقين.
1ـ التأثير على العواطف والاحاسيس حيث يصبح الطفل سريع التأثر والبكاء عند التعرض لموقف اوضغط ويأخذ وقتا طويلا قبل ان يهدأ ويمكن ان يكون فزعا وسريع الاستثارة وقد يشعر بالتوتر عند مناقشة البالغين.
2ـ صعوبة تكوين علاقات اجتماعية طبيعية ويصبح الطفل مترددا بين الاقتراب والتجنب وقد تستمر هذه الحالة حتى بلوغه سن الرشد.
3ـ يجد هؤلاء الاطفال صعوبة عند الحديث عن انفسهم وعن احاسيسهم لانهم تعودوا على القمع.
4ـ نقل الرغبة عند هؤلاء الاطفال في اللعب الاجتماعي .
5ـ نقل القدرات اللغوية والكلامية بالمقارنة مع الاطفال الاخرين وتنقص القدرات التحصيلية ويرجع ذلك الى بعض التشجيع من جهة وقلة التركيز اثناء الدرس.
6ـ تبدأ مظاهر العنف والعدوانية وبوادر الشخصية المضادة للمجتمع.
التدخل العلاجي:
يتم العلاج بمنع الاساءة على الاطفال بكل الوسائل الممكنة ومنع تكرارها وبعد ذلك يتم علاج الطفل من الاثار المترتبة وذلك من خلال العيادات النفسية المتخصصة.
* رئيس قسم الصحة النفسية
