حينما قام عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بانشاء كيانه الشامخ بعد جهاد طويل يعد ملحمة بطولية كبرى لم يشهدها تاريخ العالم الحديث من قبل حرص أثناء تلك العملية وبعدها على انتهاج اسلوب قويم اعتبر منذ ذلك الوقت من اهم اساليب نظام الحكم بالمملكة، وهو ما سمي فيما بعد في علم السياسة الحديث بمنهج (الأبواب المفتوحة) ويتمحور في وقوف القائد بنفسه على مراحل عمليات التنمية والبناء والالتقاء مباشرة مع المواطنين دون وسطاء، والأمران معا مترادفان حيث ان الاصغاء لصوت المواطن والاستماع الى مطالبه ومعرفة طموحه تمهد بشكل دقيق لقيام المشروعات الخدماتية الكبرى ذات الاتصال الجذري بتحقيق مصلحة المواطن حيث يشكل في عرف القيادة السعودية أهم ثروات البلاد على الاطلاق فهو الركيزة الاولى الاساسية للبناء والتنمية، وعلى هذا المنوال تمسك قادة المملكة بعد مؤسسها وواضع لبنات صروح نهضتها الحديثة بهذا النهج القويم، فجاءت تلك الجولات الميدانية الدائمة للملوك (سعود وفيصل وخالد) رحمهم الله على كل جزء من اجزاء هذا الوطن، وكذلك الجولات التفقدية الميدانية التي يقوم بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ لترسيخ ذلك النهج السديد، فقد شهدت مناطق ومحافظات ومدن المملكة عشرات الجولات التفقدية التي قام من خلالها الملك فهد بن عبدالعزيز بوضع العديد من الاحجار الأساسية لمشروعات عملاقة مازال المواطنون في هذا البلد الآمن يتفيأون تحت ظلالها الوارفة الممتدة، وامتدادا لهذا النهج الحكيم يبدأ سمو ولي العهد الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعد غد السبت زيارة تفقدية للمنطقة الشرقية لتدشين سلسلة من المشروعات الخدماتية الحيوية في بعض محافظاتها ومدنها، وكذلك للالتقاء كعادة سموه في مثل تلك الجولات بالمواطنين والتحدث معهم مباشرة للوقوف على مطالبهم وامانيهم واحتياجاتهم، وهكذا تحرص قيادات هذا الوطن منذ التأسيس حتى العهد الراهن على الأخذ بمنهج تلك الجولات والالتقاء بالمواطنين بوصفه افضل المناهج وامثلها لصنع اواصر التلاحم المنشود بين القيادة والشعب، وهذا ما يحدث على ارض الواقع في هذا البلد الطيب، وقد تأكد بالتجربة المشهودة انه نهج عقلاني ومنطقي ادى الى تلمس قيادات هذا الوطن لأقصر الطرق المؤدية الى التنمية والرقي والبناء وبأقل فترات زمنية أيضا.