الاقتصاد عصب الحياة (وإن شاء الله بعد الاقتصاد يكون الاتفاق على وحدة العرب ووحدة المسلمين ) .. بهذه الكلمات استهل سمو ولي العهد حديثه للوفود المشاركة في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء السياحة خلال استقبال سموه لهم أمس الأول .
ولعل المتابع لموازين القوى الفعلية في عالم اليوم ، يتأكد من أن الحركة الاقتصادية هي الأساس والمصدر للقوة الحقيقية ، في عالم تغيرت فيه المفاهيم ، وأصبحت قوة الاقتصاد تتفوق كثيرا على لغة المدافع والرشاشات والطائرات والقوى التقليدية الأخرى .
أصبح الرخاء هو المعيار للتطور ، بعيدا عن سباق تسلح أو حشد جيوش أو شعارات أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالمواطن في أي بلد في العالم لا يهمه سوى الأشياء التي تقرر مصير حياته ومعيشته ومستقبله في المقام الأول .. وأصبح الحرص على تكتلات اقتصادية متحدة هو الهاجس الأهم للدول التي تسعى للبقاء وتحافظ على الاستقلالية وحرية القرار الوطني .. الذي يتأثر كثيرا إذا ارتبط بما يسد رمق الإنسان ويهدد حياته .
وفي هذه النقطة بالتحديد ، كان الأمير عبد الله واضحاً حينما أشار إلى أن هناك أيادي أجنبية تقف حجر عثرة أمام طموحات الأمة في الوحدة إدراكا من هذه الأيادي لما تملكه الأمة من إمكانيات لو تم توظيفها بالشكل الصحيح لكان لها شأن كبير ..
لذا جاءت دعوة سمو ولي العهد ربما كجرس إنذار لكل عربي ومسلم بضرورة نبذ الفرقة والالتفات إلى مصلحتنا المستقبلية مستشهدا سموه بالوضع في أوروبا التي كانت بؤرة من الخلافات المتأججة والآن أصبحت كتلة اقتصادية واحدة رغم ما يفرق بينها من لغات وديانات وأنظمة وعداء تاريخي بين بعض دولها .. وجاءت كلمة سموه بأن وحدتنا الإسلامية ليست مستحيلة بمثابة باب أمل جديد ربما يخفف من حدة الإحباط التي تعيشها المنطقة .. ليفتح أمامنا حقا مشروعا في الحلم بمستقبل أفضل ،نكون فيه يدا واحدة ، وجسدا واحدا في عالم لا يعترف بالضعفاء ولا يكون لهم مكان فيه باب أمل نأمل مـع الأمير عبد الله ألا يغلق أبداً .
==1==
==0== ==0== ==0==اليوم
==2==